الأبعاد الخطيرة "الجيوسياسية" لمنع اليمنيين من العمل في السعودية
هل استسلمت السعودية أمام الواقع الذي يفرضه الحوثيون وإيران في اليمن كما استسلمت أمريكا أمام الواقع ا...
كانت الخيارات صعبة؛ بين أن أعود الى اليمن والتقط صورة بجانب شقيقي محمد أو حسين العزي؛ متبوعة بعبارتهم الشهيرة (التائب العائد الى الوطن)؛ وهذا مستحيل لو عشت باقي عمري خارج اليمن؛ فلا يمكن التحالف مع جماعة كهنوتية سلالية متخلفة؛ انقلابها السبب الرئيس في كل ما نحن فيه اليوم؛ ولدي قناعة تامة أنني سأعود لليمن مرفوع الرأس دون حاجة الى إستئذان معتوه مران عبدالملك الحوثي؛.
الخيارات الأخرى منها أن اذهب الى قطر؛ لأكون نسخة أخرى (بفتح الألف) من توكل كرمان؛ أو الى إيران لأكون محمد عبدالسلام الثاني؛ وأعيد تفعيل علاقاتي القديمة معها مباشرة دون المرور بأدواتها في الدوحة أو مسقط أو صنعاء؛ أو اذهب الى تركيا بعد ان تواصل بي بعض الإخوة هناك.
لكني فضلت بريطانيا العظمى؛ بلد الملكة إليزابيث أدام الله بقاءها؛ لسبب بسيط؛ وهو أن لا أحد فيها سيُملي علي ما أقوله أو أكتبه؛ ولن يُمارس علي أحد أي ضغط؛ الحرية هي الهدف الأسمى لدي؛ لأستمر في الكتابة بما يمليه علي ضميري وما يترجح لدي أنه في مصلحة اليمن واستعادة دولته وجمهوريته ومؤسساته؛ سواء كان صواب أو خطأ؛ المهم اني كتبته بملئ إرادتي.
يصعب علي أن أرى طرف أو دولة إقليمية تعبث باليمن كالإمارات؛ واضطر للسكوت لأن الكتابة عنها قد يحرج دولة شقيقة أحترمها وأعزها وأقيم فيها كالأردن الشقيق؛ الذي تمتعت من داخله بسقف هائل من الحرية لكن يبدوا ان الضغوط تكثفت عليه؛ ومع ذلك فما تم حظري منه مؤخراً هو النقد الموجه للدول العربية وليس الخوض في الملفات السياسة اليمنية الداخلية؛ لكن بعد التدخلات الإقليمية لا يمكن الحديث عن الملفات اليمنية المحلية دون تناول الدول الداعمة للطرف المستهدف من نقدي؛ فقد باتت كل الأطراف اليمنية مجرد أدوات منزوعة الإرادة؛ والقرار بيد دول الجوار العربي؛ أو بيد ايران؛ وهنا المعضلة التي عجزت عن حلها فدفعتني للمغادرة؛ فلا مناص من تناول تلك الدول؛ واحتراماً للرغبة الاردنية في عدم تناول الدول الشقيقة -والتي لا يسمح حتى للكاتب والسياسي الأردني بتناولها- رحلت من عَمّان ولم اطرد؛ ولا تزال اسرتي هناك وستبقى هناك في كنف نشاما المملكة الأردنية الهاشمية؛ حفظ الله المملكة شعباً وحكومة وملكاً.