هادي آخر كلام عنده .. ( لا للتفريط في السيادة الوطنية)

أنور الصوفي

قولوا لهادي إننا سنصبر على الجوع، وسنصبر على كل المآسي، ولكننا لن نصبر على التفريط في ذرة من ذرات السيادة الوطنية، هادي لم يفرط في سيادة وطنه، ولن يرضى، لأنه قائد حر، والأحرار يصبرون على كل شيء إلا التفريط في السيادة الوطنية، لن يفرط هادي في وطنه، ومستقبل الأجيال اليمنية، وسيكتب التاريخ عن هادي، سيكتب بأحرف من نور، سيكتب عن صمود أسطوري أمام كل التهديدات، والإغراءات لرجل عظيم لمرحلة خطيرة، فلم نكن نتصور أن يصمد هادي هذا الصمود، ولم نكن نتصور صموده حتى اليوم، ومادام صبر إلى اليوم، فما بعد اليوم أسهل، وأيسر.


هادي منذ مجيئه للسلطة، والتدخلات من هنا، وهناك، وكل دولة من الدول الشقية تريد البسط، والسيطرة على اليمن، تريد السيطرة على هذه الدولة التي بدأت تتشكل في عهد هادي، والكل حاول عبر أدواته، ولكنهم فشلوا، ونكصوا.


منذ مجيء هادي إلى كرسي السلطة حاولت الكثير من القوى الداخلية، والخارجية إفشال توجهاته في إقامة دولة ناجحة، فعرقلوا كل توجهاته، ووقفوا في طريقه، ولكنه صمد، وكان في صموده حفظ سيادة الوطن، فلتتأخر ولادة الدولة الجديدة، مادام إنها ستولد من بطن الحفاظ على السيادة الوطنية، وستعيش قوية، وسترضع من حليب أمها، لا من حليب الإبل، أو الحليب البقري المصنَّع الكامل الدسم، وفي وسطه مدسوس السم.


هادي لعبها صح، وضرب ضربته التي هي ضربة معلم، وحافظ على سيادة وطنه، فالصديق ربما يعطيك، ولكنه لو زعل منك أخذ سامانه، وراح وتركك وحيداً، ولنا فيما نعيشه خير مثال، فالسيادة الوطنية هي رأس الدولة، فمن فرط فيها، فعلى الدولة السلام، فشبر وهو حقك، خير من ذراع يمتن به غيرك عليك.


هادي ربان ماهر، لدولة حرة، وإن أصابها الفقر، فالحرية هي الغنى، والمال بلا سيادة عبودية، وذل، لهذا سلك هادي بدولته سبيل السيادة، وإن كانت بداية هذا الطريق صعبة إلا أن أعالية خصبة، وبساتينه وافرة الظلال، وعناقيده متدلية بما لذ وطاب، أما طريق التفريط في السيادة مخضر ومرتعه معشب، ولكن نهايته الزريبة، ولهذا الأحرار، لا يسلكون إلا سبيل السيادة، وهادي قائد حر لدولة تعشق السيادة، لهذا فهادي آخر كلام عنده: لا للتفريط في السيادة الوطنية، فعلى كل الطامعين أن يقنعوا من مجرد التفريط في شبر واحد من تراب السعيدة، فالحارس أمين، واسمه هادي، وفي هدوءه النصر المبين.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...