ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وصلت عند الصراف، وقال بطاقتك، واتحرمشت دخلت يدي في جيبي، وأنا في حالة ذهول، فقد نسيت البطاقة، ولكنني مازلت مصرًا على البحث عنها، تصببت عرقًا، والصراف يقول: هات البطاقة بسرعة، وإلا ارجع، قلت بيني وبين قلبي: وين ارجع ماشي معي 200 ريال حق الرجعة، وخلفي شحاتة تراقب متى سأستلم لتقبض المعلوم.

  انسحبت كالمهزوم من معركة حاسمة، والشحاتة تلاحقني وهي تقول: ربنا يعطيك ويعافي عيالك، هب لي 200، التفت عليها، وقلت لها من جد شوفيني نسيت البطاقة أعطيني 200 وبارجعها لك، ضحكت وأدخلت يدها في حقيبتها وسلمتني 200 ريال، تلفتُ يمينًا ويسارًا، وأنا أقول الله لا فتح عليك يا معين غيرت العدادات وأصبح أستاذ الجامعة يشحت من الشحاتة، دسيت الـ200 في جيبي، وركبت دباب وأحضرت البطاقة، ومن العجلة نسيت الرقم، وعدت إلى الصراف، وسلمته البطاقة قال الرقم، قلت: ..... الحمار أيش من رقم؟ قال إذا ما عندك رقم رح المركز وباتستلم بالبطاقة، التفت إلى الشحاتة، وقلت: الله يستر باقي معي 200 ريال أخلصها، وإلا أعتذر لها، وكيف سيكون ردها، أخاف تقلب علينا الصرافة، اقتربت منها، وقلت لها: نسيت الرقم، مباشرة أدخلت يدها في حقيبتها، وخرجت 200 ريال، كدت أبوسها على رأسها، وقلت لها معي 200، ستوصلني، وسأستلم وسأرجع وأخلصك، رفعت يدي إلى السماء، وقلت الله لا فتح عليك يا معين أنت وحكومتك، ولا فتح على العليمي ونوابه، ومشيت وسلمت البطاقة، وقال كم المبلغ: قلت: 236 ألف، أحسب راتبي قد تغير، قال: لا، قلت قصدي 96 ألف، وسلمني السند وفيه 96200، قلت الـ200 باخلص بها الشحاتة، ووقعت على السند وأنا أرتعش، وخرجت ونزلت عند الصرافة التي عندها الشحاتة وسلمتها 200 ريال، وقلت هذه التي استلفتها منك، وهذه 500 إذا احتجنا لك الشهر القادم.

الإضراب لازم يستمر فقد تحولنا إلى شحاتين، ونسأل الله ألا يفتح على العليمي ومعين، وأن يقصم ظهر من يحاول كسر الإضراب.

مقالات الكاتب