المغوار محمد علي احمد مانع الحوشبي قائد قطاع الأمن بالمسيمير...آخر عناقيد العظماء في زمن كثر فيه الأفسال وأشباه الرجال

لايختلف أثنان حول هوية وقيمة الدور الوطني الكبير لقطاع الحزام الأمني في مديرية المسيمير الحواشب بمحافظة لحج في متابعة وكشف وإنهاء مسببات الجريمة بمختلف صورها واشكالها ومعالجة كل مظاهر الإختلال الأمني والظواهر الشاذة وإرساء وتثبيت وترسيخ مداميك ودعائم الأمن والإستقرار والسكينة العامة في جميع انحاء المديرية.

وهذه المنجزات العظيمة ما كان لها ان تكون او تتحقق لولا وجود رجل حكيم ذو بصيرة ثاقبه وعقليه ناضجه ومتفتحه تعي وتدرك اهمية حماية وصون تراب هذا الوطن الغالي خاصة في هذه الظروف الإستثنائية الحساسة، وروح تواقه ووثابه لقهر المستحيلات وتجاوز التحديات وذو وزن ومكانة دينية ووطنية واجتماعية وميزات شرف ورجولة ونزاهة وصدق ووفاء لا تتوافر جميعها في غيره إلا فيما ندر، انه القائد البطل محمد علي احمد مانع الحوشبي فهذا المغوار رغم صغر سنه يتمتع بقدر كبير من الشجاعة الحكمة والمرؤة والشهامة والكرم والزهد والورع والنخوة، انه مثال حي وانموذجاً للقائد الفذ والثائر العظيم، ورمزاً من رموز النضال والجهاد والتضحية التي لا يتكرر طارزها كثيراً، القائد محمد علي الحوشبي احد اعظم الرجال الذين صنعوا مجد الحرية والإنعتاق لأرض الجنوب، قائد يتصف بكل صفات العظماء فكان له شرف إعادة الإعتبار لتاريخ الحواشب النضالي والثوري والحضاري الذي كاد يندثر.


هذا الفارس الحوشبي المغوار أختار ومنذ اللحظات الأولى لغزو المليشيا الأصولية الجهوية الإيرانية واجتياحها صيف 2015م أرض الجنوب طريق الجهاد مساراً له، فوهب نفسه رخيصة وجندها بإخلاص الأوفياء في سبيل الله، وثب أبن الحاج علي الفجاري الحوشبي في انصع مواقف الغيرة لأجل دين الله ولأجل الأرض والعرض فهب مسرعاً وهرع مهرولاً نحو خط الفلاح واضعاً روحه على أكفه ووفاء لدين الله ومسترخصاً الحياة في سبيله، انطلق كالسهم يخط ميادين العزة والكرامة وساحات الشرف والبطولة لإجل مرضات الله سبحانه وتعالى، ذهب هذا البطل العظيم مقتفياً اثر هذه التجارة الرابحة مع الله وملبياً لداعي حيا على الجهاد بكل ما يملك من من قوة وقدرة وامكانية مجسداً اروع وارقى أمثلة التضحية والشرف والبطولة والرجولة والشجاعة والوفاء ومترجماً على الواقع الملموس انصع معاني المتاجرة الحقيقية مع الله سبحانه وتعالى ولإعلآ كلمته، تأبط ابن الحاج علي الحوشبي سلاحه الشخصي واحتزم جعبته ووضع روحه على اكفه حاملاً مشعل الجهاد المتلألأ لأجل دين الله  وذهب مجاهداً وقلبه متشبعاً بالذكر والتسبيح والقرآن يدلف بقدميه الحافيتان ليرسم بثبات الرجال الأشداء العظماء مسار الحرية متجاوزاً بجسده النحيل دورب المحال.

تخطى هذا العلم الجهادي الكبير كل العراقيل والمشاق التي واجهته بحله وترحاله اكانت في بطون الأوديه او في قمم الجبال الشاهقة او في قيعان السهول وارجاء الشعاب المتراميه والسحيقة، تجشم هذا الفتى الصنديد في سبيل ادأء رسالته المقدسة كل صنوف التعب والمشقه والوعثاء اثناء مسيرته الجهادية المظفرة والحافلة والمليئة بمواقف الفداء والتضحية والبطولة، ظل همه الأول والأخير كيف يرضي ربه وينتصر لدينه وأرضه.

اجترح هذا الجهبذ الحوشبي مآثر البطولة في ميادين الوغاء ضد جحافل الحوثي مسطراً اروع واسمى وانبل معاني التضحية والإباء، اسهم هذا البطل الوطني والقومي الثائر في تحقيق المكاسب الثورية والنضالية ليس للحواشب فقط وانما لكل الجنوب، قاد هذا البطل رفاقه المناضلين من ابناء المقاومة الجنوبية في هذا القطر من ارض الجنوب العربي لتحقيق إنتصارات عديدة لا حصر لها، وضع بصمات الحواشب النضالية في ازهى صفحات التأريح وختم عليها بالشمع الأحمر حتى لا تمحى بفعل تعاقب الدهور والأزمان.


خاض هذا الفارس المغوار بروح جهادية تواقه ووثابه تلتهب شوقاً ولهفه ومحبه لمنازلة الغزاة معمعة ماراثون الجهاد في سبيل الله في ملحمة تحرير أرض الحواشب من الفلول الرأفضية الغازية بكل تفاصيلها منذ إنطلاقتها الأولى حتى أسدل الستار على فصولها بتحقيق النصر المؤزر على عصابة التمرد الحوثي، كان لهذا البطل الدور الأبرز في تجميع وتأسيس وتشكيل سرايا المقاومة الجنوبية في المسيمير الحواشب بجهود خرافية ذاتيه وبامكانيات متواضعة ومحدودة جداً مقارنة حينها بعدة وعتاد وترسانة العدو، فكان بين الفينة والأخرى وبصدره العاري وبمؤازرة زملائه ابطال المقاومة الجنوبية التي قام هو بتأسيسها يشنون هجماتهم التنكيلية على مواقع العدو الحوثي، تلك الغزوات المباركة التي نتج عنها ارباك في صفوف جحافل المليشيا وإحداث حالة ذعر وخوف وهلع بين اوساطهم، عكف هذا البطل على لملمة أوراق المقاومة الجنوبية بالحواشب وتنظيم وترتيب صفوف رجالها الأشاوس ليشن هؤلاء الرجال تحت قيادته الحكيمة وينفذون الهجمات التي قطعت انفاس العدو وانهكت قواه، قاد ابن الحاج علي المناوشات التي نكلت بجحافل نظام صنعاء مستخدماً سلاحه الآلي وبامكانياته البسيطة استطاع تسديد الضربات الحيدريه القاتله الى نواصيا تلك المافيا المجوسية الإرهابية، وبحنكة قيادية فائقة وقوة صبر ورباطة جأش وشجاعة متناهية وإرادة فولاذية لأتقهر لقن الغزاة الأوغاد أبلغ دروس الفداء والتضحية، وتمكن بفضل الله وتمكينه من إلحاق اشكال الهزائم النكراء وتكبيد جيوش الأوباش الفاشية وفلولها الغازية لأرض الجنوب ومن تبعها من العناصر المارقة انواع الخسائر الجسيمه في الأرواح والعديد والعتاد، واستطاع هذا الفدائي العظيم وبعد مسلسل طويل من التضحيات الجسام لإبناء الحواشب من رفع رآية النصر عالياً خفاقاً في عنان السماء، لتزف البشرى السارة للجميع ولترفرف فوق سفوح قمم الحواشب الشماء والعالية معلنة نهاية عهد الظلام وحقبة الإستبداد السوداوية المعتمة وإنبلاج فجر الإنعتاق والحرية والإستقلال للحواشب وللجنوب بشكل عام، ذلك المنجز الممهور بتضحيات الشرفاء من ابناء هذه الأرض الطيبة والمباركة الذين سالت دمائهم انهاراً فوق ذرات ترابها الطاهر وصلادم صخور هذه الأرض الصلبة لتروي شجرة الحرية فيها التي نما وترعرعت لينعم بظلالها الوافر الجميع، لقد ترجمت مواقف هؤلاء العظماء بالدليل الواضح والبرهان القاطع صدق وفاء وإخلاص وبذل وعطاء رجال هذه الأمة وإسهامهم منقطع النظير في زرع بذور الحرية وري شجرتها بدم الأرواح.


خاص علم المقاومة البارز وفارسها الذي لا يشق له غبار صولات البطولة في كل ناحية من نواحي الجهاد وكان ولايزال طوال مشواره النضالي الطويل في مواجهة الطغاة والظالمين ثابتاً على مبادئه ومتمسكاً بقيمه الجهادية الدينية والوطنية المثلى، كما ظل ممسكاً ببندقيته وقابضاً على زنادها متأهباً لمقارعة قوى الظلم والإضطهاد، فتلك البندقيه التي كان لها شرف مقاومة الروافض وكبح جماح شرورهم وخطرهم المحدق على الدين، كان لها ايضاً دوراً فاعلاً ومميز وشأناً عظيماً في المعارك كونها حازت على مستوى رفيع ورصيد عالي من التواجد في ساحة الجهاد في سبيل الله، تلك البندقيه التي سبح خشمها مراراً وتكراراً برميات خاطفة للأرواح وناهشة للأكباد، فقد سددت ضرباتها المتقنه صوب صدور وجماجم اعداء الله لتغلظ عليهم وتلقيهم صرعى كالأجداث وتذيقهم من نقيع الدم كؤوس المنايا السود واشكال البئس والعذاب الشديد، بندقية ابن الحاج علي كانت دوماً على موعد لحصد أرواح البغاة وقطف رؤوس الروافض المعتدين، فكانت اعيرتها التي لا تخطئ النواصي تقف دوماً بالمرصاد لتحبط كل محاولات بيع الضمائر وتوريد الذمم والإرتهان للمشروع الشيعي الفارسي الإرهابي، فهذه البندقية التي قذفت ببراكينها الغاضبة وحممها اللآهبة لم يكن بالإمكان تطويعها لولا انها وقعت بيد وكف ومعصم هذا البطل (ظاهرة الشجاعة والإقدام الأسطورية غير العادية)، انحنت بالسمع والطاعة لهذه القامة النضالية لعلمها التام بإن من يحملها على كتفه ليس بشخص عادي انما هو رجل طينة الكبار، انحنت لإن من يحملها ويضغط على زنادها هو كنج البطولة وزعيم المقاومة وبطل الحواشب الفدائي المغوار محمد ابن الحاج علي احمد مانع رمز الشهامة والرجولة والإباء، لذا الإنسان الثائر الذي استلهم كل مفردات الجهاد وغرس مفاهيمها العظيمة في نفسه فرأى بان التجارة مع الله بباب الجهاد تجارة رابحة لن تبور، وهي خير من أي تجارة دنيويه زائله حطامها فاني، فشمر عن ساعديه وشحذ واستنهض هممه الرجولية العالية وتوجه بعد تحرير ارضه بلاد الحواشب من رجس المجوس لمواصلة السير على السراط المناهض لأعداء الله، فذهب لمطاردة فلول هذه الجماعة الإجرامية في مواطن كثيرة ومواقع جهادية اخرى من بينها البقع وجبهات الساحل الغربي، حيث جرح هناك ولولأ لطف الله وعنايته لكان الآن هذا البطل في عداد الشهداء، وبشموخ لا يوصف واصل السير على منوال الجهاد حتى استقر به المقام مؤخراً ليحمل رآية القيادة لقوات قطاع الحزام الأمني بالخاص بتأمين بلاد الحواشب، حاز على هذه الثقة والمرتبة المشرفة من قبل قيادة التحالف العربي نظير مآثره ومناقبه وبصماته البطولية وإسهاماته النضاليه الكبيرة التي اجترحها في كل ساحات المواجهة وفي مواقع الذود والإستماته والدفاع عن المقدسات العربية والإسلامية وعن الإرض والعرض والدين، ورغم ذلك لم يدب الغرور او التكبر والتجبر الى نفسه ولم يتباهى بحصوله على هذا المنصب والصفة القيادية الرفيعة بل انه ازداد تواضعاً ودماثة في الأخلاق وبساطة اكثر من ذي قبل، كيف لا وهو المعروف بسماته المحمودة وعراقة ونبل اصله وفصله، كيف لا وهو ارقى من يتحلى بصفات الإنسانية وبالسمات الفاضلة التي غرست فيه منذ نعومة اظافرة وتاتي امتداداً طبيعياً للقيم والمبادئ السامية التي نشأ وترعرع عليها وتشربها بالفطرة من نسيج بيئته الأسرية الغنية عن التعريف، والتي صقلته وزادته حلماً وتواضعاً جماً وخجلاً وبساطة فهو الوحيد الذي جعل من المنصب مغرماً وليس مغنم بإعتباره تكليف وليس تشريف يضاعف من خلاله جهوده ومساعيه لخدمة وتأمين احتياجات ابناء بلاده الذين هم بحاجة مأسه في هذا الزمن لإمثال هؤلاء الرجال الأوفياء الأعزاء والنبلاء الذين يغلبون المصلحة الوطنية العامة على مصالحهم الشخصية، تمكن ابن الحاج علي وفي فترة وجيزة من إحلال وبسط اجواء ومناخات الأمن والأمان والسكينة العامة في كل الأرجاء، وخلال مدة قياسية استطاع حلحلة العديد من القضايا ومعالجة الكثير من المشاكل المستعصية التي عانت منها المديرية وظل ملفاتها متراكمه تترحل بتعاقب السلطات من عام الى عام، نزل ابن الحاج علي الى الميدان لمعايشة حال البسطاء وملامسة معاناتهم واحتياجاتهم ليعلن قولاً  فهلاً وقوفه الى جانب الكادحين والمكلومين وينصر قضاياهم في السراء والضراء، ذلك هو موجز مختصر ومغتضب من حياة القائد محمد علي الحوشبي الحافلة بالعطاء والنضال والتضحية، حفظك الله ورعاك وادام عزه ذخراً للوطن والإنسان يا فخر العرب.

البطل الذي تحدثنا عنه آنفاً مر بعدد من المراحل العصيبه والمنعرجات الحساسة خلال حياته النضالية والثورية الزاخرة والمرصعة بالمواقف والتضحيات اثبت من خلالها اصالة معدنه النفيس ونقاء وطهر روحه المكنونه في حناياه وبقاء رونق نبراسه الوضاء زاهياً وباهياً ووهاجاً لم يتغير مهما كانت الغيوم وبلغت شدائد الامور، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك شموخ وإباء واستماتة وصمود وتضحية هذا الفارس الفدائي وتحمله لأعباء المسؤولية برحابة صدر ونفس تتسع لكل هموم وغموم ومشاكل وملفات البلاد الشائكة حرصاً منه على خدمة أرضه وابناء وطنه، وكل القرائن والدلائل والشواهد والبراهين تؤكد ان ابن الحاج علي احمد مانع هو ورفاق دربه المجاهدين الثوار كانوا وما يزالوا رموز وابطال المقاومة الجنوبية وحراس مكتسباتها الثورية، وهم وحدهم من تحملوا عبء المسؤولية حالياً ومن سابق تجشموا صنوف المتاعب وجابهوا ظروف وتقلبات الطقوس والتضاريس بصلابة رجاجيل الحمى في مختلف ساحات الردئ إبان الحرب الأخيرة  وخلال اجتياح عصابات نظام الاحتلال اليمني ارض الجنوب كان اولئك الأفذاذ في مقدمة الصفوف التي تقدمت لخوض المواجهة تقرباً الى الله وفي سبيل مرضاته حتى تم دحر وطرد تلك الجحافل، سلك ابن الحاج علي ورفقاء دربه اصعب واوعر الطرق والمسارات للنيل من هذه الشرذمة الباغية حتى تحقق لهم ما ارادوا بفضل الله ثم بفضل تلك التضحيات والعطاءات السخية والجسيمة.

استطاع هذا الشبل المجاهد ان يوغل ويتوغل بحنكته القياديه العالية وقوة شخصيته الإدارية في تغيير موجة وبوصلة التاريخ النضالي الجنوبي وتوجيهها نحو بلاد الحواشب موطن التضحيات ومنجم الأحرار ليجعل تاريخ الحواشب النضالي يضيء ويزهو بانواره واشراقاته الوضاءة من جديد بعدما آفل لسنوات عجاف صادر فيها لصوص الثورات مجد هذه الأمة العظيم وامعنوا في محاولاتهم لطمس ومحو هوية الحواشب الثورية والنضالية، تخطى هذا البطل العثرات ليضع الحواشب في المكانة الصحيحة والمرموقة والتي تليق بحجم تضحيانهم وعطاءتهم غير المحدودة، أعاد ابن الحاج علي كتابة مجد وتأريخ الحواشب في العصر الحاضر وعهود المستقبل بماء الذهب وفي أنصع الصفحات، انه من رسم لوحة الإنجاز وجلب الهيبة والمهابة وزرع الإحترام وإعاد الإعتبار المسلوب عنوة الى قلوب وافئدة الناس لكل ماهو حوشبي او يرتبط ويتصل ببلاد الحواشب، ذلك هو الشاب الخلوق محمد علي احمد مانع باني حضارة الحواشب الثورية وربان سفينتها النضالية.

مقالات الكاتب