حسنات هادي وسيئاتكم ... وعين الشمس لا يغطيها الغربال !!

سنكون منصفين في مقالنا هذا، وسنتحدث عن حسنات هادي، وسيئات من خذلوه، سيقول لي قائل: وأين الإنصاف، وأنت ستتحدث عن حسنات شخص، وسيئات خصومه؟ 


رداً على تساؤل القائل، سأوضح له، وأقول: سأتحدث عن حسنات هادي من باب، وبضدها تعرف الأشياء، فسنتحدث عن حسنات هادي بعد حرب 2015م هذه الحرب التي خربت المخرب، ودمرت المدمر، فجاء هادي ليبني ما خربته الحرب، فأعاد كل شيء إلى ما كان عليه قبل الحرب، بل وتحسنت أشياء كثيرة، ولاح الأمل في تحسن أشياء فوق ما نتصوره، وسلم مقاليد المحافظات المحررة لأبنائها، ولكنهم خذلوه، وصنعوا من أنفسهم زعماء، ولم يصنعوا خدمات، ولم يهتموا إلا بمخالفة الرئيس.


الوضع قبل مجئ هادي كان المواطن يعيش في حالة بؤس، فقد جمعتني جلسة مع أحدهم، فقال: سلام الله على أيام هادي، فقلت له: وأيام صالح، قال: والله تعبنا في عهده، فقلت له: تعال، ونناقش وبدون تعصب، فقلت له: كم كان معاشك قبل هادي، قال: والله، لا يتجاوز الخمسين ألف، ويصلني الأربعين، وعادها بعض الأشهر لجان، ويروح الراتب في الطريق، فقلت: وكم معاشك في عهد هادي قال: فوق المئة، وعسكرت أولادي، فقال: والله في عهد هادي قضيت على الديون، أما في عهد صالح كنت أتوسل لصاحب الدكان يعطيني ما يكفيني للشهر، ولكن أيام هادي هذه حلوة، وأفضل من أيام صالح، بس لو تنضبط الأمور قليلاً، والكل يأتمر بأمر هادي، والله سيأكل الجميع من خيرات وطنهم، وبعزة، وشرف.


بعد هذه الجلسة السريعة مع صاحبنا، نتابع حسنات هادي، فقد جاء هادي وقد تدمرت البنية التحتية، وراح كل شيء، ولم يبق إلا مسمى دولة، فأعاد هادي البناء، وعلى قواعد جديدة، فالرواتب تحسنت، وانتظمت، والخدمات عادت، بل وتم التأسيس لبنية تحتية جديدة للخدمات، ربما لم تعرفها بعض المحافظات من قبل، ودخلت محافظات تحت المجهر بعد أن كانت مغيبة منذ الاستقلال، ومنها مأرب، وسقطرى، والمهرة.


في عهد هادي عادت عدن للريادة، ولكنكم وقفتم عقبة في طريق تقدمها، فكلما تنفست الصعداء كتمتم أنفاسها، وكلما تنعمت بالخدمات، حرمتموها من كل ما جاء به هادي، فحسنات هادي في عدن كثيرة، ومنها كهرباء عدن التي ستدخل الخدمة قريباً، بإذن الله، والاهتمام بميناء عدن، ومصافي عدن، بل جعلها هادي عاصمة لليمن، وكل شيء أصبح فيها، ولكنكم عرقلتم الكثير من خطوات تقدم عدن، فبدلاً من التعاون مع باني نهضة اليمن الجديد، أصبحتم عدواً مبيناً له، وأعداء لكل تقدم، وتطور في عدن.


في عهد هادي حضرموت بدأت تنتعش، فسيئون تحركت التنمية فيها، والعاصمة المكلا على موعد مع المستقبل، وهذه حسنات هادي التي نثرها على كل المحافظات المحررة، ولكنكم للأسف لم تساعدوه، بل عرقلتم خطواته، وهو الذي قربكم، وسلمكم مقاليد حكم محافظاتكم، فلو أنكم تفيقون من غفلتكم، لحصدتم من حسنات هادي وطناً يشار إليه بالبنان.


حسنات هادي كثيرة، ولن يراها الحاقدون، فلقد غطى الحقد على بصائرهم، ومن أهم هذه الحسنات أنه حافظ على هذا الوطن متماسكاً، ولم يجعله يهوي إلى مربعات العنف، وحافظ عليه من الوقوع في هوة سحيقة، بل سدد، وقارب، ومازال يسدد، ويقارب، فعندما تخلى خصومه عن المواطن، وقالوا نحن لا نبحث عن الخدمات، جعل هادي همه الخدمات، فشعر المواطن أنه يعيش في كنف وطن، يقوده رجل حكيم، فعندما سعى المخربون للفوضى، أعاد هادي المؤسسات للعمل، فعادت المؤسسات لتلبي احتياجات المواطن، فحسنات هادي كثيرة، وعبثكم كبير، وقبيح، فاتركوا الرجل يعمل، فإن تركتموه يعمل لرأيتم النهضة، والعمران، والنظام، والأمن، والأمان.


هادي يحارب في جبهات عدة، فهو يحارب في الداخل الأيادي العابثة، ويحارب أطماع الخارج، ويعمل على نهضة الخدمات المدمرة، والمتهالكة، والمنتهية الصلاحية، ففي عهد هادي لا تجد بيتاً إلا وقد وصله من خيرات الوطن، ولكن أعداء المصالح، والخدمات حاربوه، وشنوا على إصلاحاته حرباً، وبلا هوادة، ولكنه استمر في عمله، ونهض الوطن في عهده، فكيف لو التف الجميع حوله، وساعدوه، وآزروه، وناصروه، وإن لم يفعلوا ذلك أقل شيء نطالبهم بعدم عرقلة مسيرة البناء، وكفى، وخلال سنوات معدودة سترون وطناً مزدهراً، فحسنات هادي لا يستطيع إنكارها أحد، ولا يغطي عين الشمس الغربال.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...