مقال ل أنور الصوفي: إني رأيت أحد عشر قمراً صناعياً !!

لا أدري هل هي كواكب متحركة، أم هي نجوم سيارة في جو السماء، أم هي أقمار صناعية؟ شاهدتها الليلة قبل البارحة وهي تمر من على العاصمة عدن، متجهة إلى الشمال الشرقي من عدن، تساءلنا عن هذا الأمر، فقائل يقول هي صواريخ متجهة نحو أيران، وآخر يقول هي أقمار صناعية تجوب السماء، وثالث لم يرها، وقال هي عيونكم تتصور ماليس في السماء، ورابع قال: هي شرر عيونكم جراء غضبكم، وخامس يتفلسف علينا، وربما يسخر منا، فقال: هذا هو ذباب العين الذي يغشى العين، ولكني رأيتها وهي تتقاطر كحبات المسبحة.


رغم كل التحقيقات، والإجابات، فقد رأيتها بأم عيني، وشاهدتها، وحاولت تصويرها، ولكن لم أتمكن من تصويرها، فسارت، وغادرت عدن متجهة نحو الشمال الشرقي من عدن، ولم تكلف الحكومة نفسها لتفسير هذه الأشياء التي تجوب سماء الوطن، وبكل حرية، ويبدو أن الجهات المختصة لا تعلم عن هذا الأمر شيئاً، أتعلمون السبب؟ السبب هو بعدها عما يدور داخل الوطن.


رأيت أحد عشر قمراً في أجواء عدن، ولم يقل لي بها أحد، رأيتها يتبع بعضها بعضاً، رأيتها، وكأنها تخرج من البحر صاعدة باتجاه الشمال الشرقي لعدن، رأيتها، ولم ترها حكومة بلادي، ولم تصدر عنها بياناً، فلقد غدت بلادنا دولة منعدمة السيادة، فلا سيادة على الأرض، ولا في البحر لنا سيادة، ولا سيادة لنا في السماء.


رأيت أحد عشر قمراً، ومنهم من رآها، ولكنه خالفني في العدد، فقائل يقول: إني رأيت أثني عشر قمراً، وثالث، قال: لم أرَ سوى عشرة أقمار، ومنهم من زاد على هذه العدد، ولكن العدد لم يقل عن عشرة، وحكومتنا لم ترَ قمراً واحداً، وربما أنها لا ترى الشمس، ولا القمر، لأنها تقبع في غرف فنادقها، ولا تتعرض لحرارة الشمس، ولا حتى لنور القمر، فحسبنا الله ونعم الوكيل على مجدٍ أضعناه.


أحد عشر قمراً مرت فوق عدن، وطافت فوق الوطن، ولم ندر عنها شيئاً، وقد تكرر هذا المشهد أكثر من مرة، فقد رأى أبناء وطني هذه الأقمار المتتابعة مرة سابقة، ولم يأتِ التفسير من مصدر مسؤول في بلادنا، فهل سيفيق المسؤولون عن سيادة وطني، ويفسرون لنا مجرد تفسير ما يدور في هذا الوطن المنكوب، ولاحول ولاقوة إلا بالله

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...