صمود أسطوري لوزير اسمه الميسري

لم يتلطخ اسمه يوماً من الأيام، بل أن سمعته زاد بريقها، كبريق الذهب الخالص، قيادي من طراز الكبار الكبار، وداهية سياسية، وشجاع مقدام، وقوي الشخصية، وصلب في مواقفه في مقارعة الباطل، وأهله، لم تغريه المناصب، ولم يلتفت لإغراءات مليارات بيع الوطن، بل قال تعالوا لنحط اليد في اليد، فنحن أسياد بلادنا، ومن جاء لنصرتنا فأهلاً به، وسهلاً، فرفض الخضوع لمن أراد النيل من سيادة بلده، بل زمجر، وكادت زمجرته تبلغ منها القلوب الحناجر، هذا هو أحمد بن أحمد الميسري محافظ محافظة أبين الأسبق، ووزير الزراعة السابق، ونائب رئيس الوزراء، ووزير الداخلية الحالي.



لم آتِ لأعرفكم بهذا العلم، فالكل يعرفه، والجميع أحبه، فمثل ابن الميسري لا يُعرف، فالنكرات هي فقط التي تحتاج إلى التعريف، ولكنني أحببت أن أخطو بكم خطوات حتى نصل إلى وزارة الداخلية التي يتبوأ الميسري قيادتها، فهو الرجل الذي في عهده تحررت وزارة الداخلية من غمط الناس حقوقهم، ونال كل الضباط والجنود في وزارته حقوقهم التي لم يكونوا يحلمون بها، ففي عهده رتب الميسري ملفات وزارة الداخلية، وأعاد هيبتها، فحاصروه في عدن، ولم يركع لأحد، بل ظل شامخاً كشموخ جبال اليمن، وقارع مؤامرات داخلية، وخارجية، حتى أن الكثير من المكونات وضعت في طليعة طلباتها تغييب الميسري عن المشهد السياسي، كشرط لقبولها الدخول في أي حوار قادم مع قيادات الشرعية، وظل الميسري كابوساً يرعبهم، وبالمقابل مازال أملاً للمظلومين لينقذهم.



المهندس أحمد بن أحمد الميسري لا يحب الإذلال، ولايحب الظلم لأحد، ولهذا فهو يكره المنبطحين الذين فرطوا في سيادة وطنهم، وسلموا قيادة وطنهم لغيرهم، فابن الميسري حر، من صلب حر، ولا يحب المساومين على بيع الأوطان، وإن بلغ الثمن مليارات الدنيا كلها، فهو رجل دولة، كما كان آباؤه قيادات دولة.



خرج الميسري باتفاق من عدن، وظل في بلده لم يبرحها، وظل ممثلاً لوزارته، ومازالت قراراته تحمل نفس قوتها رغم بعده عن العاصمة، فمن ذاك الذي يرفض توجيهات الوزير الميسري؟ أظنه لم يولد بعد، ولن يولد، لأن سلاح الميسري الحق، ومن كان سلاحه الحق كان قوياً، فالميسري اليوم يمثل اليمن في تونس بين إخوته من وزراء الداخلية العرب، فأنعم به من وزير، وأنعم بمن اختاره، ولا شك أن فخامة الأخ الرئيس لن يتخلى عن مثل هذا الرجل الوفي، والشجاع، والصادق، فصمتاً فالمهندس أحمد بن أحمد الميسري هناك ممثلاً لليمن في تونس الخضراء.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...