رسالة على وجه السرعة لفخامة الرئيس هادي

فخامة الأخ الرئيس هادي في عهدكم انقطع عن الشعب كل شيء، ولم يبق عنده شيء، معاشات الجيش والأمن منذ بداية العام وهي مقطوعة، فهل تعلم هذا؟ ثلاثة أشهر، والجنود بلا معاشات فهل بلغكم هذا؟ هل تعلم أن المعاش لا يكاد يساوي شيئاً؟ وزادوا وقطعوه على هذا الشعب، فهل تنامت إلى مسامعكم هذه المأساة؟

 

 

فخامة الأخ الرئيس: كتبنا، ونسبنا كل إنجاز إليكم، وهذا حقكم، ولكن كل السلبيات تنتسب كذلك إليكم، فالراتب له ثلاثة أشهر مقطوع، وبأمر نائب مدير البنك، فماذا تبقى لكم؟ لو كان نائب مدير لا يستجيب لسلطتكم، ماذا تنتظرون أكثر من هذا؟ ثلاثة أشهر، والرابع يكاد ينتصف، والمعاشات مقطوعة، وأنتم يا فخامة الرئيس المسؤول عن كل صغيرة، وكبيرة بالنسبة للرعية، فهل بلغكم أن الفاروق عمر بن الخطاب خشي أن يحاسبه الله عن تعثر دابة؟ وخشي أن يسأله الله، لماذا لم يمهد لها الطريق، وأنتم يا فخامة الرئيس الملايين لا يجدون ما يأكلونه بسبب توقف معاشاتهم لفترة أشهر، أشهر يا فخامة الرئيس، ولم تحركوا ساكناً، ولم تحاسبوا من كان السبب في تأخر هذه المعاشات، فماذا تبقى لكم من سلطة؟!

 

 

فخامة الأخ الرئيس: إني لكم من الناصحين، فالجيش مازال يطالبكم بستة أشهر سابقة، والحقوق لا تسقط بالتقادم، والآن يطالبكم بثلاثة أشهر، تخيل معي رب الأسرة تمر عليه هذه الفترة، ولم يستطع أن يوفر لأولاده الدقيق، والرز، لأن معاشه مقطوع بأمر موظف بسيط في البنك، تخيل معي أولاده يسألونه مصروفهم اليومي، وهو لا يستطيع توفير مئة ريال لفلذات كبده، والله إنها لتدمع العين، ويقشعر البدن عندما أتخيل حال المواطن اليمني وهو ينظر لأولاده ممزقة ثيابهم، جوعى بطونهم، لايجدون شيئاً، يتقلبون بين الحر، والجوع، تخيلوا معي حالة هذا الأب، وقد أخبروه بنفاد المواد الغذائية، تخيلوا معي حالته وهو ذليل منكسر أمام صاحب البقالة، تخيلوا معي هذا الأب، وهو يرى ابنه مريضاً، ولا يستطيع علاجه، والله يا فخامة الأخ الرئيس، لقد كتبت إليكم بهذا وأنا لا أكاد أرى الحروف من غزارة الدمع، وأنا أكتب إليكم بلسان أب قد فقد معاشه، وفقد مأكله، ومشربه، وبسبب هذا فقد راحته.

 

 

فخامة الأخ الرئيس: رمضان على الأبواب، والناس تتمنى الراتب، فلقد كنا في عهد صالح نطلب الإكرامية عند اقتراب شهر رمضان، واليوم وفي عهدكم، يتمنى المواطن راتب ثلاثة أشهر مقطوعة، ويعلم الله أننا قد أحببناكم، وكتبنا عن كل إنجاز لكم، ولكن توجب علينا أن نكتب عن معاناة الناس، براءة للذمة أمام الله، حتى لا نُسأل أمام الله، ويُقال لنا: لماذا خرست أقلامكم من الكتابة عن معاناة الناس؟

 

 

فخامة الأخ الرئيس: لو وجهتم براتب ثلاثة أشهر التي هي حقوق للعسكريين، فإنها لن تكفي، ولكنها ستسدد، فسددوا وقاربوا، ووجهوا بصرف رواتب الجيش كلها، لعلها تحدث انفراجة للعسكريين، وصدقني، لو وجهتم بصرف الثلاثة أشهر، فسيرى العسكريون ذلك كبيراً، وسيكون عندهم بمثابة أنكم قد صرفتم لهم أموال الدنيا كلها، فالشعب اليمني شعب بسيط، ويرضى بالقليل، فهل سنسمع عن توجيهاتكم لصرف الثلاثة الأشهر المحتجزة في البنك؟

 

 

فخامة الأخ الرئيس: لن أسهب في الكتابة، ولكنني سأختصر كلامي عن معاناة قادمة مع قدوم رمضان، فاليوم المواطن يتردد على أبواب التجار يحمل هموم الدنيا كلها، وصاحب المحل يرده حتى يأتي الراتب، وصاحب الخضرة يرده حتى يأتي الراتب، وصاحب بوزة الماء يرده حتى يأتي الراتب، وصاحب الصيدلية يرده حتى يأتي الراتب، وكم الديك؟ وكم مرقته؟ وكان الله في عون المواطن، وتحياتي لكم.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...