مقال ل أنور الصوفي: عندما غاب اللصوص حضر شباب عدن صناع الحياة

إن أردتم عدن تبقى على الخارطة يجب تخطيطها من جديد، وذلك من خلال استقدام شركات صينية متخصصة في إعادة رسم خارطة المجاري، وشبكات المياه، والكهرباء، ومجاري تصريف مياه السيول، والطرقات، والابتعاد عن المقاولين اليمنيين، أبو فوشة، وأبو كشيدة، وأبو شنب، وأبو صلعة، وأبو شمة، وبن خرمة، وبن مفك، وبا مسحة، وبا طرحة، وجيبوا لنا شركات صينية كافرة، وسلموهم الشغل، وأعطوهم سنة، وستة أشهر، وسترون عدن تبتلع مياه الأمطار، وسترونها بدون طفح مجاري، وسترونها مضاءة 24 ساعة، وبلا انقطاع، وسترون المياه على مدار الساعة، وستمرون على طرقات غاية في الروعة، كوبريهات، ونفقات، وجسور، وجولات.


وبشرط ألا يشتغل معهم عامل يمني، ولا يقترب منهم مقاول يمني، كل الفريق يجب أن يكون صينياً خالصاً، وتسلم المبالغ للشركة الصينية دفعة واحدة، لأن مشكلتنا هي في المقاولين اليمنيين الذين همهم أخذ المقاولة، وتنتقل هذه المقاولة بعد ذلك من هنا إلى هنا، إلى هناك، وعلى قول عاقل حارة حاوي لاوي، الله، الله، الله، الله أكبر عليهم من مقاولين فاشلين، تجرع المواطن الويل، والبهذلة جراء مقاولاتهم الفاشلة، فملايين الدولارات يشفطونها، ويتركون حفرهم، وبهذلتهم، ويذهبون للسمسرة عن مقاولة جديدة.


إن أردتم عودة مدينة عدن، وأردتم الحفاظ عليها من الانجراف، عليكم مسح كل العشوائيات التي تقع على طريق السيل، وتوسعة ممرات السيل بطرق هندسية صينية، أؤكد صينية، أبعدوا مننا الكذابين، وشركات با ألحسكم للمقاولات، وشركات بن بدفنكم للمقاولات، وشركة باضيق عليكم للمقاولات، وشركة باحفر لكم الهندسية للمقاولات، وجيبوا لنا شركات صينية ماهرة، لتخلصنا من العبث.


لم يتحرك مسؤول لا من الشرعية، ولا من الانتقالي، ولم نر الشبحات، والأطقم التي كانت تفحط في كل مكان في عدن، ورأينا سيارات المساكين تجرفها السيول، ورأينا أبطال عدن وهم يتقافزون ويصارعون السيول، لينقذوا الحياة في عدن، غاب كل المسؤولين، وحضر عبثهم، غابوا، وحضرت كوارثهم، غابوا وحضرت مخلفاتهم التي تغوطوا بها في عدن.


غابت الحكومة، ولكنها شغلت جوالاتها، ومواقعها، لتعلن عدن مدينة منكوبة، ليتسلموا ملايين الدولارات ليضيفوها إلى أرصدتهم في الخارج، غاب المتصارعون على الكرسي في عدن، غابت الحكومة، والانتقالي، واكتفى التحالف بالتصوير لانهيار مدينة هي في التاريخ أقدم من مدنيتهم، وفي العراقية أعرق منهم، غاب الجميع وحضر شباب عدن، صناع الحياة.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...