مالا عيب، عيب، والله عيب

 صدقوني رغم البهذلة التي يعيشها أبناء عدن، ورغم النكبة التي تعرضوا لها بسبب الأمطار، والسيول الجارفة، وانتهاء جميع الخدمات إلا أن هذا كله في كفة، والذل الذي رأوه بأعينهم في كفة أخرى، فلم يزرهم إلا قائد القوات السعودية، ولم يخرج رئيس لزيارتهم، ولا رئيس حكومة ليتفقدهم، ولا محافظ ليتصور معهم، ولا رئيس انتقالي ليكذب عليهم، ويعدهم بالجنوب المسلوب، والمصيبة الكبرى أن يخرج قائد القوات السعودية ليتفقد أبناء عدن، ما هذا الذل الذي وصلنا إليه؟! فبالأمس كان المندوب الإماراتي يتفقد أحوال عدن، واليوم قائد القوات السعودية، فماذا أبقيتم لنا من كرامة؟! 

  الرئيس يوجه الحكومة بالعودة إلى عدن، والحكومة تعود ببضعة وزراء، والبقية لا يستطيعون العودة، وأعضاء مجلس النواب لا يستطيعون العودة، وأعضاء مجلس الشورى لا يستطيعون العودة، والرئيس بكله لا يستطيع العودة، وأعضاء الانتقالي لا يستطيعون العودة، فماذا تبقى لنا من استقلال؟! 

  عدن منكوبة، والحكومة مغلوبة على أمرها، والانتقالي ماليش دعوة بكم، والرئيس يوجه، والسعودي يتجول في عدن بكل أريحية، وتظل عدن مدينة منكوبة. 

  ما فائدة حكومة تعود، ولا تستطيع الخروج من حدود أسوار المعاشق؟ ما فائدة رئيس وزراء حكومته غير مكتملة؟ ما فائدة التوجيهات التي لا تسمن، ولا تغني من جوع؟ أنهارت منازلنا، ولم يزرنا أحد، شكونا للمسؤولين، ولم يلتفت إلينا أحد، تراكمت السيول في شوارع عدن، ولم يشفطها أحد، وشفطوا كل المساعدات في غمضة عين، ماذا تبقت لنا من كرامة، ونحن لا نستطيع حكم عاصمتنا؟ ضاعت صنعاء العاصمة التاريخية، وتبعتها العاصمة الحضرية عدن، ضياع يعيشه اليمن هذه الأيام، ولا يستطيع أبناؤه حكمه، فكل شيء لابد من أن يمر عبر السعودي، أو الإماراتي، فماذا تبقى لنا من كرامة؟! 

   تعالوا، واحكمونا، وإلا اتركونا نعيش الحياة بلا وصاية، فالذل طعمه مرير، والهيانة غير مستساغة، ورؤيتنا للأوصياء، وهم يجوبون عاصمتنا ليتلذذوا في مصيبتنا غير مقبول، فاتركونا إن لم تستطيعوا حكمنا، لأن هذا الذي نحن فيه ذل، وهيانة، وبهذلة،، والسكوت على الهيانة، والذل، والبهذلة عيب، عيب، هذا والله عيب في حق كل يمني حر، وهو أن يرى قائد القوات السعودية يتفقد عدن، ليطمئن على أبنائها، والمحافظ غائب، والحكومة غائبة، والكل غير موجود، عيب، والله عيب.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...