دموع قمرية

حان المساء وفي جوفي بضع كلمات تتجاوز معاني اللغة عندي تتجاوزها... لتبلغ منتهى هذه العتمة التي تحيط  بارجاء هذه البلدة فمنذ اعوام مضت لم تعرف هذه البلدة معانًٍ للضياء عتمتها ازلية كازلية هذا الليل الذي ينسج خيوطه في كل الأمكنة ...

اتخذ سبيلي للعودة باكرا فالشتاء على الأبواب ونسمات الهواء البارد تداعب اجزاء من جسدي المرهق المتخبط في عتمة هذا الليل ... لقد مر وقت طويل على اخر مرة اشتريت بها معطفا شتويا لقد ارهقته السنين وحفرت تضاريسها عليه ...انظر الى السماء اطيل النظر وحسب انتظره من بين كتل السحاب يبدو انه سيغيب هذه الليلة اتقدم نحو منزلي بخطوات متسارعه اصل اليه أخيرا ...وأول مايتباذر لذهني هو الجلوس امام الموقد لبعض الوقت لأتناول كاسا من قهوة ساخنه ....

اعود الى الشرفة افتح نافذتي فهي صلة الوصال الدائمة بيني وبينه لطالما اتاني زائرا دون استئذان  بشعاعه الذي يمر بين  ثنايا اخشاب نافذتي المتهالكة ليسلط ضوءه على اوراق متناثرة هنا وهناك ليرسم حقيقة بحثت عنها طويلا...فكل شيء يبدو بارداً وبعيداً على نحو غريب ...
تتلاشى السحب مرحبةً بقدومه ينساب ضياؤه.. تنقشع سوداوية المشهد تنزل دموعه بين الأفق لتصنع ميلاداً جديدا على أسطر الأمنيات .

مقالات الكاتب