هل ستكون أبين أنموذجاً للمحافظات الجنوبية المحررة ؟

عندما يكتب قلمي عن النجاح يسهب كثيراً، وعندما يذكر العظماء يهيم بهم كما هام المتنبي بحب سيف الدولة، وعندما تُذكر أبين يتداعى التاريخ لينثر أمامنا صفحات النجاح لمحافظ جعل من أبين قبلة الزائرين في فترة من الزمن مرت كالحلم، فلقد كان كل شيء في أبين يشبه الخيال، فعندما تقص للأجيال اليوم عن نهضة أبين أيام المحافظ، والمحافظ يا سادة لقب تفرد به محمد علي أحمد هذا العلم الذي جعل من أبين عاصمة العواصم، فالزائر كانت قبلته زنجبار ليشاهد فيها المدينة والريف مجتمعين، ليرى الحضارة والأصالة فيها، رحم الله تلك الأيام، وأمد الله بعمر ذلك الرجل العلم الشريف محمد علي أحمد .


   اليوم واليوم شاهد على كلامي، كأن تلك الأيام تداعب عاصمة العواصم زنجبار، فالحياة بدأت تدب فيها، والبناء غدا واقعاً فيها، ومحافظها ملازماً لها لا يبرحها مطلقاً، يشرف على كل صغيرة وكبيرة فيها، عادت أبين تداعبها الأحلام، والأماني أصبحت واقعاً، والنهضة في كل مكان، فما بالكم وفيها جامعتها تمد يديها للأجيال، وسترون نهضة لا مثيل لها مع هذا العلم الذي يعمل لتعود أبين وتتسيد المشهد.


  قبل مايقارب الأربعة عقود زرت زنجبار (( وكنت حينها صغيراً حتى لا يظنني البعض عجوزاً خرف)) على العموم أثناء الزيارة توجهنا صوب ساحة الشهداء، ولقد كان مرتادوها من كل مكان، وهذا المكان كان يعج بالفرحة  والنشاط، البهجة ترتسم على محيا كل الناس، والبسمة تكاد تشق وجوههم طرباً وفرحةً، وبالمقابل كانت تجاور الساحة كلية التربية بنظام السنتين بعد الثانوية .


   اليوم لم تعد كلية التربية وحيدة المكان، فلقد أصبحت تحتضنها جامعة بكادرها وطلابها وكل ذلك كان ثمرة  المخلصين من أبنائها، والساحة اليوم في طريقها لتعاود نشاطها، وكل شيء في أبين أصبح يعج بالحياة، ومحافظها طموحه ليس له حد، وأمنياته ليس لها عد، فالرجل يعمل ويفكر ويرسم وينفذ ويطمح، فمشاريع أبين كثيرة، فهذه المحافظة مجالاً للاستثمار في كل الجوانب، فرياضتها تحتاج لعقول ناضجة لاستثمارها، فمحافظة أبين سامبا الكرة اليمنية، وأرضها بكر، وشبابها فرسان، وبحرها ثروة لا تقدر بثمن، وجبالها كنوز، وصحراؤها سيل من العطاء، ومحافظها رجل بحجم المحافظة، فلا يقود الفرسان إلا فارس همام، وما أبوبكر حسين سالم إلا ذلك الفارس والقائد والإنسان .


  فهل ستعمل القيادة السياسية على دعم هذا الرجل ليحقق لنا ولأبين ولليمن ما قد يئسنا من تحقيقه، وهل ستصبح أبين أنموذجاً للمحافظات المحررة؟

سؤال نطرحه أمام رئيس الجمهورية ليمد يده لمحافظها لتكون أبين أنموذجاً للمحافظات المحررة، فهل سيقول أبو جلال: لبيك لبيك محافظ أبين؟

فلو كان التواصل مباشرة بين الرئيس والمحافظ لغدت أبين أنموذجاً، ومنها ستكون الانطلاقة لبقية المحافظات.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...