فرصة الإنتقالي الضائعة

(كريتر سكاي):خاص

كان لدى المجلس الانتقالي فرصة ذهبية ونصر سياسي *لو أنه في حوارات الرياض طالب بإشراك كل مكونات الطيف الجنوبي في المشاورات وطالب في أن يكون لكل مكون جنوبي تمثيل سياسي خاص به  في الحكومة المرتقبة* لكان قد أثبت فعليا للمكونات والنخب وللشعب الجنوبي أنه يحمل مشروعا وطنيا حقيقيا يصلح لكل الجنوبيين ولكنه لم  يفعل ذلك لأسباب قد لايفصح عنها وربما البعض يعرف منها قليلا ، لذلك فالناس وبالأحرى المثقفون منهم والمكونات السياسية الجنوبية  غالبا ما تفضل الشرعية  - رغم ضعفها الشديد ووهنها - لأنها تميزت بشيئين بسيطين ومهمين هما :
الأول : أنها لم تستعتدي أي فصيل أو مكون سياسي رغم التباينات والخلافات ، فنتائج الإقصاء الكارثية قبل الوحدة لاتزال عالقة في ذهن المثقف والسياسي الجنوبي حتى هذه اللحظة .
الشيء الثاني : هو وضوح الرؤية السياسية للحل السياسي اليمني - والجنوبي ضمنه - وعدم الإنخراط في صراع المحاور رغم الضغوط الكبيرة من دول الجوار ، فرؤيتها السياسية للحل مكتوبة ومنشورة من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء والذي أشرف عليه مجلس الأمن وراقبته كثير من دول العالم والخليج ، وهذا بخلاف المجلس الإنتقالي الذي ليس لديه أي رؤية مكتوبة أو منشورة حتى الآن كما أظن ، أيضا الشرعية لاتحمل شعارات براقة لتحقيق مشروعها ولا تغير شعاراتها عند حصول أي مكاسب سياسية فشعارها واحد تكافح من أجل تحقيقه هو : استعادة الشرعية ، والشرعية هي كيان دولة اليمن الإتحادي الجمهوري الذي يعترف بكل مكونات المجتمع السياسية والإجتماعية ويحترم خصوصية كل إقليم من حيث تركيبته الثقافية والإجتماعية ، ويحارب أي طائفة أو جماعة تريد خصوصية سياسية لمذهبها أو نسبها أو تريد الوصاية على الشعب والسيطرة على قراره السياسي وهذه هي القيم التي ثبتها آباؤنا وأجدادنا بدمائهم وقدموا عليها أرواحهم من عهد الإستعمار البريطاني والحكم الإمامي المستبد .