افتحوا طريق المطار يرعاكم الله

يعتصر قلوبنا الألم، والحزن، جراء ما تمر به عدن هذه الأيام، فطرقها تكاد تكون مغلقة، وفي نفس الوقت مقلقة، أحبتي كلنا نرى، ونشاهد، ونبصر بأم العين الخرسانات التي تمتلئ بها الطرقات في عدن، والنقاط التي تملأها الأتربة التي تحفظها شبوك خاصة،، وكأننا في خنادق حرب لا عاصمة لليمن الجديد، فالمار بخورمكسر، وخاصة طريق المطار سيرى العبث من خلال سد طريق المطار، والسماح للسيارات بالمرور في خط واحد في ظل زحمة عدن العاصمة، فمن المعلوم أن المطار في أي بلد من بلدان العالم هو عنوان البلد، ومطار عدن لا يراه أحد، والداخل إليه وكأنه سيدخل معسكراً من المعسكرات من كثرة الخرسانات التي تحيط بمداخله التي بدورها ضيقت طرقه، فأصبح الدخول إليه، والخروج منه يعتبر إنجازاً.


رسالة أوجهها لمحافظ عدن الجديد، ومدير أمنها الجديد أيضاً، أقول لهم فيها افتحوا طريق المطار، واحملوا تلك الخرسانات وضعوها من وراء سور المطار، فمنها ستحمي المطار، ومنها ستبتعد عن الطريق، أعيدوا لعدن شيئاً من جمالها، أعيدوا لها شيئاً من ألقها، وبهائها، فعدن درة لو نظفناها لعاد بريقها كما كانت وأجمل، ولكن نظفوها.


نظفوها من الحفريات في الشوارع، نظفوها من مياه الصرف الصحي، فعدن جميلة بطبيعتها، وتحتاج فقط للمسات مسؤول محب لها، وسترون جمالها الخلاب، اعملوا على إجلاء الأفارقة من الشارع، وكرموهم في مخيمات خاصة بهم خارج عدن، امنعوا التسول في عدن الذي انتشر فيها وبشكل غير مسبوق، عالجوا مشكلة المتسولين، وضعوا لهم المخيمات المناسبة للعيش الكريم، ولتأتيهم الجمعيات، والمنظمات في مخيماتهم، وجرموا التسول في عدن، وعاقبوا من يمارسه.


ما أجمل أن تمر بخورمكسر، وتشاهد مطار عدن وأنت مار بشوارع خورمكسر، وتشاهد الجولة، والنافورة، والتشجير، أعيدوا سور نادي الجلاء القريب من المطار والذي يقع على ناصية الشارع، والذي لم تخربه الحرب، ولكننا خربناه بأيدينا، امنعوا البسط على المتنفسات البرية، والبحرية، أعيدوا كل جميل إلى عدن، هنا سنحس بالمدنية، والراحة، والاستجمام، أزيحوا من طريقنا كتل الخرسانات التي تراكمت في كل مكان، افتحوا خط العريش السابق الذي يمر من جولة النصر، ويلتف من أمام مستشفى الشرطة، أزيحوا الخرسانات من جولة فندق عدن التي تملأ المكان أمام مقر الأمن.


خففوا النقاط التي تنتشر في عدن، بل اعملوا على ألغائها، ولتقف سيارة شرطة الأمن، والنجدة، والإسعاف في الجولات كما كانت أيام زمان، وكله لخدمة المواطن.


نظفوا مستشفيات عدن كلها، فالزائر لجمهورية عدن، ولصداقة عدن، سيبكي على ماض أضعناه، والله لقد أضعناه، وبأيدينا، زوروا مستشفيات صنعاء، ستجدونها درر، ولكن مستشفيات عدن غدت بؤر للقمامة، والذي لا يصدق كلامي فليطف بالجمهورية، والصداقة، وسيعلم ما مدى الوضع المزري الذي وصلنا إليه، فنظفوا عدن.


أعيدوا لعدن ما تفردت به على مدن المنطقة، أين النافورات في الجولات، والحدائق؟ أين رجل المرور الذي يبحث عن تنظيم الحركة، لا عن المخالفة؟ أين عدن؟ بالله ابحثوا لي عنها، لعلنا نجدها، لأنها في الأصل موجودة، ولكن انفضوا معي الغبار عنها.


أين عدن المتلألئة في الليل، والجميلة في النهار؟ أين طرقاتها الجميلة؟ أين مياهها العذبة؟ أين عدن؟ فيا رعاكم الله، افسحوا طرقاتها، وستعود عدن، نظموا خدماتها وستعود عدن، أحبوها، كما أحببها أهلها، وستعود كما كانت، وأجمل، ولكن بشرط أحبوها، وستعود

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...