(ريمة) جارة السماء
يقال بأن "ريمة" جارة السماء ، وبستان الملائكة ، وفوق جبالها تكون السماء أقرب اليك من السهل والوادي ،...
وجدني أستمع الأغنية الثورية
والنشيد السبتمبري (دمت ياسبتمبر)
- فقال لي بمنتهى البرود ، وبسخرية وتضجر ، أرجوك ياصديقي إطفئ هذة الأغنية ، مللتُ من الثورات والأعياد الوطنية التي لم أعد أجيد حفظ تواريخها المتشعبة ففي كل شهرٍ تسعةٍ وعشرون عيداً وطنياً ، أليس لي حقاً أن أتنفس يوماً قبل أن يأتي العيد غداً ..؟!
ثم ضحك وقال والله يا صديقي أنني أحب سبتمبر ، ولكن ألديك مشرطاً حاداً الآن ؟! ومدّ ساعده قائلاً : هذه أوردتي مزقها جيداً فتش في دمي في خلاياي المتشابكة في أضلعي المتهالكة في رئتي المثقوبة في عظمة رأسي ، في لحمة قلبي ، فإن وجدت بصيص سلاماً وأمناً وعدلاً واستقراراً ، حينها سأقدس كل ثورة قامت في شرق الأرض وغربها .. دعني أقول لك سلاماً على شهداء سبتمبر وأكتوبر ، سلاماً على تلك اليوم وليس يوم غداً ، فسبتمبرهم ليس سبتمبرنا وشتان بين هذا وذاك ..!
أخبرني بربك كيف لي الحق أن أتغنى بذاك سبتمبر الرجال والاحرار ، وأنا في سبتمبر هذا ليس لي الحق أن أكون إنسان ..؟!
أنا يوم غداً ياصديقي لستُ سوى شاباً سبتمبرياً لعين ، منفياً داخل واطني ، مشرداً في زوايا مدينتي ، أحمل جواز سفر لا أستطيع العبور به نصف شوارع المدينة التي أنتمي اليها ..
لذا أعذرني فأنا لا أنتمي للثورات التي لا تثري الشعب لكنني اقدر التضحيات فذاك سبتمبر الشهداء والأحرار وليس حقنا ياصديقي ..حين حطم الشعب السجون وأوكار المجرمين والانتهازيين والمنتفعين والعملاء والخونة والطابور الخامس! حطموا القيود الحديدية والأغلال الفكرية والضغوط النفسية القهرية .. تلك فقط هي ثورة الشعب السبتمبرية ..!
أما نحن ماذا فعلنا ياصديقي : ركعنا وحسب ، كنا ولازلنا شعب جبان ، عدنا الي ما قبل سبتمبر الي عهد الظلم والظلام الي تقديس الفرد ومنحه الصفة الإلهية ، الي تقديس الأشخاص ومنحهم الحق في تقرير مصيرنا ..
ثم أنهى حديثة بالقول السلام والخلود والرحمة لشهداء سبتمبر وأكتوبر ولا عزاء لنا .. وانصرف من المكان ولم يترك لي حق الرد عليه .
# فهمان الطيار