المارشال هادي وأصعب مرحلة لحكم اليمن

تسلم السلطة، وفور تسلمه شرع في الإمساك بزمامها، فما استلمه مجرد علم، فلا جيش بيده، ولا أمن، ولا شيء يذكر، وعندما تسلم السلطة حاول ترتيب البيت اليمني، وبالفعل بدأ بداية ناجحة، وموفقة، ولكن الذين من حوله لم ترق لهم تلك البداية الناجحة، والموفقة، فسار في طريق البناء، وما اتفاقيات الصين إلا خير شاهد على ما قام به نحو وطنه، فلولا تطفل المتطفلين لغدت اليمن اليوم لديها بنية تحتية كباقي دول المنطقة، ولكن الحاقدين أبوا أن تتقدم اليمن مع حكيمها الداهية الرئيس هادي.


في حكمته لم ينازعه أحد، وفي دهائه لا يباريه أحد، وفي نظرته للمستقبل لن تجد له مثيلاً، ولا نظيراً، ولا شبيهاً، إنه حكيم اليمن، وداهيتها المشير الركن الرئيس عبدربه منصور هادي مؤسس، وباني اليمن الاتحادي الجديد الذي يعالج وفق رؤية مستقبلية عنوانها: مشاركة الكل في بناء اليمن الاتحادي الجديد.


لقد هيأ أجواء الدولة، وانتظمت الحياة في أغلب المحافظات، وهاهو اليوم يغربل للحصول على ما هو أفضل في المكونات السياسية كافة، فكل مكون سياسي اليوم يعرض بضاعته ليختار منها الرئيس الأجود، والأفضل، فعدن اختار لها من له تجربة فيها، ويعرف كل صغيرة، وكبيرة فيها، وله قبول بين أوساط أبنائها، وكذا له حاضنة سياسية ستعينه على القيام بعمله على أكمل وجه، فهادي حكيم في اختياراته، فلا يصلح لقيادة عدن إلا رجل وسطي في انتمائه، وله خبرة القيادة، وله حاضنة ستكون عوناً له، فهادي يريد الجميع أن يشاركوا، فليشارك الجميع في بناء الوطن، وليخرس المتقوقعون في قوقعة الحزبية المقيتة.


قلناها منذ تسلم هادي السلطة، قلنا إن هادي يصبر، ولكن صبره عاقبته مضمونة، وقلنا إنه يصمت، ولكن في صمته استخراج ما في بواطن الخصوم المتصارعة، وساعتها تراه يختار الصافي من المغشوش.


المارشال هادي رجل حرب، وسلام، ولكن سيف السلم سيفه، ولم نره حتى اللحظة يبرز سيف الحرب، فحربه سياسية بالدرجة الأولى، فهو لا يريد دماءً تسفك، ولا يريد خراباً على أرض بلاده، فهو رجل بناء، وإعمار، فقد شرع في تهيئة البنية التحتية لوطنه، وسيف السلم سيفه، وسيف الحرب مازال في غمده، ولكنه وقت الحاجة سيظهره، وهو ماهر في استخدامه، ولكنه يأبى كل ما يعكر صفو الحياة، فهدفه يمن خال من كل الحروب.


الأغبياء هم الذين لم يستوعبوا المرحلة الخطيرة التي يقود فيها هادي سفينة البلاد، فالأمواج عاتية، والمخاطر جمة، والمتربصون كثر، والأجواء ملبدة بالغيوم، والرياح عاصفة، وهادي هو من يجيد التعامل مع مثل هذه الأجواء، فالسفينة، ستنجو، وسترسو في ساحلها الذي حدده له هادي، بإذن الله تعالى، ولكن المتسرعين لا يعجبهم الحال، فمهما ضاقت انفرجت، وكلما زادت عتمة الليل انبلج الصباح، فمع هادي سينبلج فجر اليمن الاتحادي الجديد، فانتظروا، فإني معكم من المنتظرين.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...