الديني يكتب : تساؤلات مشروعة (أحداث عدن الأخيرة)

بعد اسبوع حافل بأحداث  عدة شهدتها العاصمة عدن كان لزاما علينا ان  نقف منها موقف القارئ  السياسي والذي يقرأ الأحداث بطريقة متأنية بعيدة كل البعد عن التعصب الأعمى لأي جهة تذكر بحيث نبسطها على القارئ الكريم فنبدأ بالوقوف على ابرز الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن :

 إعتصام العسكريين ومطالبتهم للجهات ذات الإختصاص والعلاقة لصرف رواتبهم المتوقفة منذ أشهر + هدم البناء العشوائي ورفع النقاط العسكرية من الشوارع +إختطاف الفتيات في وضح النهار 

 تلك ابرز القضايا التي شهدتها العاصمة عدن فما الرابط بينها ياترى :

منذ تعيين الأستاذ حامد الأملس محافظا للعاصمة عدن رأينا شبه اجماع عليه من قبل كل من الشرعية والمجلس الإنتقالي وقدظهر ذلك جليا في وسائل إعلامهما اللتان عملتا على الدعاية والترويج للرجل وإظهارة بصورة رجل الدولة المنتظر وتلك نقطة تدعي منا إلى التوقف عندها والتساؤل كيف لطرفين يخوضان معارك عنيفة في محافظة ابين القريبة من ان يتفقا على الرجل لقيادة دفة العاصمة عدن ؟ إلا اذا كان حزبه (المؤتمر الشعبي العام )ممسكا بزمام الأمور لدى الطرفين ..

ظهر المحافظ  في داخل ساحة المعتصمين العسكريين وبجانبه رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي اللواء احمد بن بريك (رئيس ماكان يعرف بالإدارة الذاتية) والذي يكاد لايفارقه البته في أغلب المناسبات والزيارات التي يقوم بها واعدا المعتصمين العسكريين بصرف الرواتب المتأخرة وجدولتها بحيث يستلم الفرد منهم في كل شهر راتب شهرين واستطاع ان يفض الإعتصام ولو بشكل مؤقت ولازال المعتصمون يرون لتلك الوعود بمنظار الشك والإنتظار ... فهل يفي الرجل بوعده ؟ نتسأل هنا مالم يقدر على فعله رئيس الوزراء ووزيرا الدفاع والداخلية برغم انهم المخولون لذلك ؟!!! ايستطيع ان يفعله الأخ المحافظ  وهل توفرت له الإمكانية لذلك ام ان الإمكانيات انتظرت قدومه لتصرف ؟

وفي مكان اخر رأينا الأخ المحافظ يطوف بين المنازل العشوائية والمستحدثة  ويأخذ بعض الصور كالعادة برفقة بعض الحراسات ومتوعدا الباسطين والناهبين للأرضي بمعاقبتهم وقالها صراحة (بنعلقه بالكامبه) لكن الغريب في الأمر مالذي يملكه المحافظ من قوة يستطيع بها ان يعيد الأمور لنصابها ومعظم من حوله من الجنود والحراسات المكلفة بحمايته تتبع قادة متورطون بأعمال نهب وبسط على أراضي الدولة  فكيف لنا ان نحتكم لقاض وسياف في آن واحد ؟  

وبين ليلة وضحاها اقر الرجل رفع كافة النقاط العسكرية والأمنية  وتطبيع الحياة المدنية في العاصمة عدن لنفجع بأخبار إختطاف بعض الفتيات في وضح النهار وهنا تساؤل اخر كيف للأخ المحافظ ان يستند لتلك القرارات دون ان تكون لديه رؤية وخطط أمنية واضحة ومنسقة مع مدير الأمن(السابق -الحالي) في ظل تعدد الأجهزة الأمنية التي اثبتت فشلها الذريع منذ سنوات مضت ؟؟ ومالضامن الذي استند عليه لعدم عودة الأعمال الإرهابية والإجرامية  للعاصمة عدن ؟؟؟

واخيرا شهدت بعض قصص المختطفات من الفتيات تناقضات غريبة وملفته للنظر وذلك عبر بعض الإعلاميين المحسوبين على المجلس الإنتقالي ففي قصة الفتاة ولاء تناولت معظم وسائل الإعلام خبر إختطافها واوردته هكذا  (فتاة خرجت من المنزل لتصوير بعض الأوراق وعندما تأخرت اتصلت اختها لتسمع اصوات بعض الطلقات النارية وصوت احدهم مهددا بالقتل) تلك الرواية الأولية لتخرج علينا إعلامية في قناة الغد المشرق الموالية للمجلس الإنتقالي بفيديو قصير تتحدث فيه عن اختطاف الفتيات وتطالب جميع فتيات عدن بالتظاهر امام منزل المحافظ في إشارة منها لتحميله المسؤولية لتظهر بعدها اعلامية اخرى تتبع المجلس الإنتقالي وبفيديو قصير اخر قائلة قمت بزيارة لبيت ولاء لمعرفه تفاصيل القضية وتفاجئت بدخول ولاء برفقة اقرباءها للمنزل وحكت ان ولاء خرجت من المنزل وفقدت الوعي في الشارع واسعفوها بعض المارة الى هنا تنتهي الحكاية ) التساؤل هنا اذا كانت الرواية صحيحة فلماذا لم يرد احد المسعفين على الهاتف مطمئنا أسرة الفتاة بانها بالمشفى الفلاني وحصل لها حالة اغماء وبماذا نعلل حديث أختها الذي اوردته اغلب المواقع بانها سمعت اطلاق نار وتهديد.من احد المجهولين ؟؟ وكيف تصادف وجود تلك الصحفية بدخول ولاء فجئة لمنزلها ؟؟ولماذا لم تطلعنا إدارة امن عدن بتصريح إعلامي يوضح ملابسات القضية واعتمدت على بعض الإعلاميات للقيام بدورها؟  ... اسئلة تحتاج منا للتوقف عليها والإجابة عنها بعيدا عن الإستخفاف بالعقول فما زال الشعب واعيا ياهذا ؟؟؟؟

مقالات الكاتب