بين شيرين وتوكل
قالت توكل كرمان لماريا قحطان:"فداء حذاءك من سلطان حتى أكبر تافه وحتى اصغر عميل، معليش ماريا حقك عليا...
جثى الدرويش بين يدي الراعية، قال: تهشمت زجاجة الروح
قلبي يشبه مكاناً أصابته "كارثة نووية"، أو مدينة قديمة نزل بها عقاب السماء.
قالت: لا تقف على أطلال القلب، كما كان يفعل العرب.
قال: ماذا أفعل؟
قالت: حدِّقْ في الخرائب.
قال: أرى النار تلتهم كل شيء من "خليج القلب" إلى "محيط الروح".
قالت: لا تتحطمُ القلوبُ إلا لحظة إخراج كنوزها من تحت أنقاضها.
قال: يا راعية القلب: جراحات روحي لا حدود لها.
قالت: لا تنس أنه من جراح الأرض تخرج الزهور.
قال: أتحدث عن خرائب قلبي، وجراحات روحي، وتتحدثين عن الحدائق والكنوز.
قالت: "تحت الخرائب، تكمن الكنوز".
أضافت: فتش بين خرائب قلبك عن كنوزه.
قال: أنت تظنين أن الشرَّ خير.
قالت: بل أوقن أن ما ترى أنه شر هو الخير.
تجرأ وقال: هذا كلام عقيم.
قالت: بل كلام عميق.
قال: تحاولين مواساتي.
قالت: بل أحاول ان أفتح عيون روحك.
قال: تفتحينها على الخراب.
قالت: بل على الله.
انتفض لسماع "الكلمة"، وقال في رهبة: أين هو؟
تبسمت وقالت: هذه لحظتك المناسبة لتجده...
اختفت الراعية فجأة، وراء الكثيب الأحمر.
صرخ الدرويش صرخة عظيمة: ياااااااااا رب: أين أنت؟
ومن بعيد...سمع هاتفاً يهتف: "أقبل ولا تخف إنك من الآمنين..."