متى سوف تعود المرأة العدنية، خصوصاً والجنوبية، عموماً للطيران؟

في الوقت الذي تشهد دول عربية، مثل السعودية والسودان وغيرهما من الدول العربية، إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وتمكين أكبر للمرأة واعطائها مزيداً من الحريات والمساواة  في اللبس والعمل والمناصب الكبيرة والاختيار،  تعاني المرأة العدنية، خصوصاً والجنوبية، عموماً،  حالة من التراجع في حريتها والعودة القهقرى إلى قرون مضت، فيها من التخلف والجهل، وهذا ما انعكس على حالة عدن والجنوب فكرياً وثقافياً واقتصادياً، بعكس عما كانت عليه المرأة  قبل عام 1990م وحال البلاد، ككل. وقد ظننتُ بأن المرأة الجنوبية سوف تمنح مزيداً من الحريات والتمكين والاختيار، بعد انتهاء حرب 2015م والانتصار علي مليشيات الحوثي، وذلك بعودة جميع العقول المفكرة، المهاجرة في الخارج، إلى عدن، ولكن للأسف خاب ظني وظن جميع من كان متفائلاً، بعد الحرب، ليظل ذلك الفكر المتطرف الذي غرسه النظام اليمني في الجنوب، باقياً، منذ حرب صيف 1994 م إلى يومنا هذا؛ فمتى تستعيد  المرأة العدنية و الجنوبية مكانتها وحقها في التمكين السياسي وحق الاختيار وتغيير ذلك الفكر الذكوري المتطرف الذي زرعه نظام صنعاء في عدن والجنوب؟ وما الذي يمنع المرأة العدنية والجنوبية لتعيد ثقتها بنفسها  ومجتمعها وقدرتها على التحليق والطيران، بعيدا،ً بنيل حقوقها وتحقيق أحلامها والعيش في وطنها ومدينتها بكل حرية في اختيار ملبسها والتعبير عن رأيها؟ وحق الاختيار والعيش الكريم دون التفكير بالهجرة خارجاً، بحثاً عن ذاتها التي يجب أن تكون موجودة بمدينتها ووطنها؟ لماذا لا تسعى السلطات في عدن والجنوب إلى حماية حق المرأة في حرية اللبس والفكر والمعتقد وحمايتها من المتطرفين وذوي الأفكار المتطرفة، إن نجاحكم بإعادة الألق إلى حياة المرأة والتمكين السياسي والتمتع بالحريات، وحمايتها من  التعرض لأي أنواع الأذى من ذوي الأفكار المتطرفة التي زرعها النظام اليمني في 7/7/1994 هو نجاح لإعادة الحياة المدنية وترسيخ الأمن والطمأنينة لجميع أفراد المجتمع الجنوبي، المؤمن باستعادة دولته والنهوض بها فكرياً وثقافياً وعلمياً واقتصادياً، في عدن وجميع المناطق الجنوبية المحررة .
المحامي/ محمد باكثير

مقالات الكاتب