ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
عندما غاب رجال أبين توقفت المعاشات، وتراجعت الخدمات، وانتشرت الفوضى، وعمت البلاد والعباد عصابات النهب، والفيد، والشطحات الكذابة، فعندما كان المهندس أحمد بن أحمد الميسري على رأس وزارة الداخلية، وكان نائباً لرئيس الوزراء، وكان بمثابة رئيس الوزراء في تلك الفترة الذهبية لوزارة الداخلية، كانت الأمور تسير نحو الأفضل، فما من مشكلة في المحافظات المحررة إلا وتجد الميسري حاضراً، فلا نبك على الماضي الذي هو سبب ما نحن فيه اليوم، كما بكى بن لزرق، ولكن علينا استدعاء رجال أبين، لأنهم رجال دولة، علينا استدعاء الميسري، ليعود لتسيير الحكومة التي أثبتت فشلها، وانهزاميتها بعد ذهاب الميسري الذي كان بالنسبة لها بمثابة القلب من الجسد، فهل رأيتم جسداً يتحرك بلا قلب؟ هل رأيتم جسداً صالحاً بلا قلب صالح؟ فلقد كان المهندس أحمد الميسري بمثابة هذا القلب للحكومة.
لابد من عودة الميسري، ولابد من أن نرتب وطننا بأنفسنا، فلن يأتي أحد من خارج الأسوار ليرتب لنا الوطن، إلا إذا أراد ترتيبه حسب حاجته، ووفق هواه، فالأوطان الحرة مالها إلا رجالها الإحرار، ولابد من عودة الميسري، وكل الشرفاء، لتستقيم الأمور، ولتعود الدولة، ولن تعود الدولة إلا بالشرفاء، والأحرار، والوطنيين الذين يعول عليهم الوطن.
من المعلوم أن الميسري قد أثبت نجاحه في قيادة الدولة، فلقد كان يمثل دولة متكاملة الأركان في عدن، وكان دوره متكاملاً مع فخامة الرئيس هادي، لأنه رجل قوي وشجاع ووطني وحر، لهذا كان يمثل امتداد للدولة ويدها وقلبها في العاصمة عدن، فلم نحس بغياب الدولة في عهده، ولم تتوقف الخدمات في عهده، ولم نر ذلاً ولا مهانة كما نحن اليوم نتجرعها، فلا رواتب، ولا خدمات، ولا من يمسح على رأس المواطن، فلابد من عودة الميسري ولتكن عودته هذه المرة على رأس الحكومة، وسترون أموراً تسركم، فما للدولة إلا رجالها، وابن الميسري أنموذح لرجل الدولة الناجح، فهو رجل دولة بمواصفات فل