يا وزير الترفاع أولادكم يدرسون، وأولادنا لا، البلاد على درشومها

خرج علينا وزير التربية والتعليم في حكومة بن دغر، خرج مهدداً ومتوعداً المعلمين الذين خرجوا يطالبون بحقوق لا ترقى لما يبذلونه في الميدان، خرج وكأنه وزير للدفاع، وقال في تهديده المضحك المبكي أنه سوف يرفد القطاع التعليمي والتربوي بأفراد من الجيش، والاستغناء عن الثروة التربوية الذين سعوا بجهدهم لتخريجه ونيله شهادة الدكتوراه، نسي لملس وقوف المعلم أمامه الساعات الطوال ليسقيه من نهر فيضه علماً خالصاً، وتنكر الوزير لمعلميه، ولا ندري، هل أصبح لملس يتبوأ حقيبتين وزاريتين هما التربية والدفاع، أم أن بن دغر قد دمج الوزارتين في وزارة جديدة هي وزارة الترفاع؟

وهل سيكون لملس هو وزير وزارة الترفاع الجديدة في زمن العجائب؟


   اعلم يا دكتور بن دغر أن حكومكتم قد جاءت لنا بالصداع، فالمعلم لم يمر كما يمر به هذه الأيام في ظل حكومتم العرجاء والمشلولة، والخائبة، بل أنه كان هو الموظف المدلل، والمنعم الذي كان يحظى بالاهتمام في تلك الأيام الخوالي، فرحم الله تلك الأيام.


   اعلم يادكتور بن دغر أن وزارتكم الجديدة لن تستطيع سد شاغر المعلم المضرب، لأته لايوجد شخص في العالم يستطيع العمل في ظل ظروف كظروف المعلم اليمني .


  أخي نعلم أن أولادكم يدرسون في الخارج، والذين لم تناسبهم أجواء الخارج يدرسون داخل البلاد في مدارس خصوصية، ومدرسين إلى داخل البيت، فقط هم أولادنا الذين يواجهون الجهل والأمية، وهذا بالطبع يسعدكم والدليل سكوتكم تجاه معاناة المعلمين، ولكنكم لم تعملوا حساباً لأولادنا الذين سيكونون عبئاً على كاهل الوطن المرهق.


سيادة الأخ رئيس الحكومة هل سمعت بالجيش القطع غيار الذي سيقوم لملس بتركيبه بديلاً عن المعلم المؤهل، والمدرب، صاحب الخبرة، هل سمعت بهذه الأضحوكة؟


يا دكتور بن دغر البلاد على خشمها إي والله، فهذا هو الشهر الثاني والمعلمون يطالبون بحقوقهم، والمدارس مغلقة، فمن سيكون المدرس في المستقبل، وأولادنا لا يدرسون، وأولادكم لن يرضوا بمهنة التدريس، لأنهم يريدون سفارات وملحقيات ووزراء والذي منه، من سيطببنا؟ من ، ومن ومن؟


 سيادة الدكتور بن دغر : اخرج للشعب وقل لهم : بسبب عجزنا عن معالجة حقوق المعلمين، فإنني أقدم استقالتي، وبهذه الكلمات القليلات البسيطات، ستسجل اسمك في سجل العظماء، وسلامتكم.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...