معركة الوعي في اليمن

لم يكون سقوط الدولة اليمنية في يد مليشيات كهنوتية تحمل فكر ظلامي من قبيل الصدفة وانما كان نتاج طبيعي لغياب الوعي السياسي والثقافي داخل مكونات الشارع اليمني فغياب الوعي لدى المثقف اليمني بخطورة ما تتجه اليه اليمن منذ امد بعيد دون الالتفات الى خطورته شكل فجوة كبيرة لدى الشباب اليمني ما جعلهم عرضة لمشاريع هدامه ساعدها الفراغ الذهني والثقافي لدى اليمنيين.

فالتعليم في المدارس والجامعات اليمنية اقتصر على السيرة النبوية وتاريخ الدولة الإسلامية دون دراسة أسباب انهيار الخلافة ما تعرضت له من أخطاء وهفوات وتراكمات أنتجت السقوط المرعي لتاريخ الخلافة الاسلامية سوا في العصر الاموي او العباسي والعثمانيين  وما صاحبها من دويلات هنا وهناك ظل التركيز على دراسة الوجه المشرق دون الالتفات الى غيره .

وهو نفس المنوال في دراسات حركة النضال العربي الباحث عن الاستقلال من الاحتلال الأجنبي ورغم أن اليمن ضمن التاريخ العريق للمنطقة العربية والاسلامية لان منهجية التعليم اليمني كانت أشد وطأة في غياب واضح لدراسة التاريخ اليمني دراسة نقدية بعيدا عن والمزايدات والمديح ليصبح التعليم هش وفقير الى ابجدية المعرفة التي ترسخ الماضي ومآسيه وأسباب تلك المآسي لتكون وعي يشكل مخاطر العودة اليه وما يترتب عليه من كوارث افقد الانسان اهمية التقدم العلمي والادبي ومواكبة الأمم .

أن التاريخ ليس لمعرفة الماضي لشعوب وإنما لاستخلاص العبر وتجنب العودة اليها 60 عام على قيام الجمهورية رغم انتشار التعليم في ربوع اليمن وتخرج الالف من الطلاب اليمنيين من مختلف المجالات لم يكن التعليم بمقدوره بناء وعي سياسي واجتماعي بأهمية الدولة ولم يشكل التعليم وعي كيف تدار أنظمة الحكم .

من كان يتخيل أن تعود الامامة وتفرض طقوس الجهل وان يحتفل الناس بيوم الغدير وتساق العشرات من الشباب اليمني الى محارق الموت تحت شعار يصعب على الغبي تقبله وهي محاربة امريكا واسرائيل في ازقة المدن والصحاري والأرياف اليمنية .

والاكثر غرابة أن يتحول خريج المعاهد والجامعات اليمنية الى ادوات لتلك الحرب في سعي واضح نحو تفتيت الوطن وهو ما يؤكد أن التعليم تفتقر الى ابسط مقومات أثبت عجزه في تحصين المجتمع من السقوط في مستنقع الجهل الذي نعيشه ونلمس بصماته من خلال ما يدور من حوارات ونقاشات بين الشباب اليمني في وسائل التواصل الاجتماعي.

كل ما نحتاجه لنتمكن من بناء الدولة اليمنية هو الابتعاد عن منهجية التعليم السطحي الذي لا يفيد الطلاب في سقل مداركة ليجعل منه حامل شهادة لا حامل علم ولن تنتهي بناء السقوط في مستنقع الفشل ويجنب بلادنا الحروب بالوكالة مالم نعيد تقييم التعليم ومدى الاستفادة من نتائجه لدى الطالب وحجم الوعي  ونوعية الفهم لنتمكن من الحفاظ على هويتنا الوطنية وتماسكنا الاجتماعي في ظل منافسة مشاريع سياسية مهمتها تطوير اجهزة الدولة والنهوض بها نحو مستقبل مشرق يقطع الطريق أمام حملة الموت

مقالات الكاتب