صلاة الجمعة .. في صنعاء

كان التيار السياسي للإخوة في أنصار الله أكبر وأرقى من أن يعمموا على خطباء المساجد بأن تكون الخطبة خلال صلاة جمعة اليوم حول توعية الناس بطريقة ذكية وغير مباشرة حيث كان محتواها يحمل الاستفزاز والتحريض ضد حزب سياسي مدني صامد بميادين تقودها سلطات صنعاء .
هل يعلم الإخوة خطباء مساجد الأنصار أن بعض قيادة وأعضاء وكثير من جمهور المؤتمر الشعبي العام لم يعرفوا بأن يوم الثلاثاء الماضي هو يوم الاحتفال بالذكرى ال 39 من تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام .. وللعلم فإن الكثير لم يعلم بذلك إلا من خلال خطبة اليوم التي استغرب الجميع من اهتمامكم بها .
صارت أربعة أيام حيث كان الاحتفال بالذكرى بشكل ليس لدرجة تجعلكم تخصصون خطبة جمعة كاملة على رأس المؤتمر والمؤتمريين .
لقد صدق الامام علي كرم الله وجهه حين نبه على ترك سفاسف الأمور التي قد تأخر النصر وتمزق الصف وتضعف القوه وتشتت الشمل وليت الأنصار وخطبائهم يتذكرون وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
للحقيقة لم أصدق ما سمعته في خطبة الجمعة ..
بل اندهشت من ذلك وخصوصا حين رأيت اسلوب الخطيب يحمل الاستحقار والاستخفاف بالمؤتمريين الوطنيين من أبناء القبائل وكل مناطق اليمن الذين لا زالو حتى اليوم صامدين ثابتين مقامرين بأخوانهم أنصار الله ومنقادين لأوامر الدولة وقيادتها في صنعاء 
هل يعرف أنصار الله أن الإصلاح انتكبوا وترحلوا وتشردوا من بعد ما استخدموا بيوت الله ومنابر المساجد لتحريض الناس ضد النظام السابق فسبقت نواياهم أعمالهم فصاروا اليوم يتمنون العودة للعيش تحت نظام صالح وزمانه حتى ولو لشهر واحد 
هل يتذكر خطباء مساجد أنصار الله أن طارق صالح شيعب واستخف حرمة مساجد الله وارتدى بزته العسكرية وذهب للسبعين وصدق طبول المصفقين حوله ودخل للمسجد وأعرض بعضلاته على خطيب الجمعه آنذاك وأرغمه على تحريض الناس ضد أنصار الله حتى صدقته عوام الناس وفجئة سآت الأمور وصار اليوم يتمنى العودة إلى صنعاء والمقيل في طيرمانة الحيّ السياسي .
وهكذا هي تربة اليمن تقف مع الاكثر اخلاصا وصدقا ووفاء لها وللشعب 
حتى الحشريين من الإصلاحيين لم يتوقعوا بأن مهابة ومكانة مساجد أنصار الله ستنزل اليوم إلى مستوى مستنقعات غرف القابعين في فنادق الرياض ويحرضون الناس على عدم الانجرار خلف خيول المؤتمر الشعبي العام أو المشاركة في احياء الذكرى 
لا أخفيكم أنني كنت قد تلقيت دعوة من مكتب القيادة العلياء للمؤتمر وذلك لحضور ساعه صباح يوم الثلاثاء الماضي والتي اقيم فيها احياء الذكرى 39 من تأسيس المؤتمر ومع ذلك لم استطع الذهاب لأنني كنت قد اتفقت قبل قدوم الدعوه مع استاذي القدير علي المؤيد بمقابلته خلال أول يوم يداوم فيه بعد عودته من السفر وبالصدفة كان يوم الثلاثاء هو أول يوم داوم فيه وفق المصادر التي وافتني بذلك وللاسف ذهبت لوفاء الوعد واعتذرت عن احياء ذكرى المؤتمر  ولكنني اندهشت اليوم من خطباء الجمعة ومساجد صنعاء .
٢٧  -  ٨  -  ٢٠٢١ م 
عبدالله الرويشان