جلسة مع محافظ أبين زرعت الأمل


   تحفز قلمي وانتشى، وكاد يطير من مكمنه، ليكتب وهو يسمع رجل أبين يتحدث عن المشاريع الاستراتيجية، هدأته حتى نستمتع بحديث الانجازات، وهمست لقلمي قائلاً له: سيجف حبرك مع هذا الرجل، فالمعين فياض، فطأطأ قلمي رأسه خجلاً من عدم مقدرته بالإحاطة بسجلات الانجازات لمحافظ جعل جل وقته لأبين، بل أنه قد جعل مأكله ومشربه بين ترابها، ووديانها، وجعل هجعته بين أبنائها، سألته هل ستعود إلى عدن؟ فأجابني لن أعود حتى تودع القيوم سماء أبين، فهو يحب أن يكون بين أبناء المحافظة في السراء والضراء، لملمت أوراقي  وشحذت قلمي لأوفي هذا الرجل حقه، فوجدت ذلك بعيد المنال، فمثل هذا الرجل لا يُبارى، ولا يشق له غبار،  ولا يكتب قلمي إلا عن إنجازات الكبار، وعند ذكر الإنجازات تبرز سواعد من يحققون هذه الإنجازات، ووراء كل إنجاز تقف العقول والكوادر والرجال الصلبة، وقد منح الله لأبين رجلاً صادقاً ومتواضعاً، وسهلاً في تعاملاته، جاداً في أفكاره، جمعتني به جلسة في عاصمة المحافظة وتناولت معه هموم المحافظة بمديرياتها المترامية الأطراف، أخذ يتحدث عن طموحاته لانتشال المحافظة، فكان حديثه عن مشروع كهرباء أبين الذي لو تحقق كما يريد هذا الرجل، لودعت أبين الظلام وإلى الأبد.


   محافظ أبين أبوبكر حسين سالم عندما يريد معالجة أية مشكلة من المشاكل لابد أن يضع لها أكثر من خيار، فطموحاته وخططه لابد من تحقيقها، فليس في قاموسه مستحيل، فقد كانت جامعة أبين ديدنه وطموحه، فسعى لها سعيها، فجعلها واقعاً معاشاً، والكهرباء اليوم يطمح لجعلها تنور كل قرى ومدن المحافظة، فاليوم تم تدشين العمل في ال30 ميجا في عاصمة المحافظة زنجبار، وال126 ميجا الغازية بشقرة على موعد قريب من تدشينها، وربما تسبق نظيرتها في زنجبار لتغطي كل مديريات المنطقة الوسطى ونواحيها  وبدون انقطاع، حسب طموح هذا الرجل الفريد.


   أنا لا أتحدث إليكم عن شخصية بسيطة، ولكنني أحدثكم من قمة المجد، أحدثكم عن رجل جعل من الأحلام واقعاً معاشاً، هذا الرجل لا يتواجد إلا حيثما حل النجاح، يتتبع قطرات الماء التي تنزل على الدلتا، فلا يدعها تذهب هدراً، فقد تتبع هذا الرجل السيل، فأوصله إلى مناطق لم تكن تحلم بعودته إليها، فقد اهتم بقنوات الري، وصب جهده لتعود أبين لسابق عهدها.


  أبوبكر حسين سالم  رصيد وافر من العطاء لمحافظة عانت كثيراً، وفي عهده وأقولها حقيقة وشهادة للتاريخ أن هذا الرجل أعاد لأبين هيبتها، وأعاد لها الدولة بكل تفاصيلها، ولو نشط الجميع معه لسحبوا الفوضى على أنفها ولرموا بها في مياه البحر، ولو صدق الجميع مع محافظ أبين لأجلسوا أبين ملكةً مدللةً بين أخواتها من المحافظات، فساعدوه، فإي والله إنه لصادق، ويريد لأبين الخير كل الخير، فلا تخذلوه. وسلامتكم.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...