خطوات خارج قفص التجهيل خطوة (32)

(1)
ارتفعت مؤخرا نغمة المطالبة بوحدة الصف في مواجهة الحوثي وهو أمر لايختلف عليه اثنان إذا ما كانت دعوات هذه الوحدة على حساب الثوابت الوطنية ودماء الشهداء بمعنى أدق أن لا تمنح هذه الدعوات الفرصة لأهل المشاريع المناطقية والحزبية والعائلية بالالتفاف على المشروع الوطني واقصاء حملة رايته !!

(2)
عندما تحاول الإمارات التسلل عبر شقوق دعوة وحدة الصف في الشمال لتعيد منظومة الفساد في المؤتمر الشعبي العام إلى واجهة المشهد من خلال دعم مايسمى بالمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح دون تنسيق مع الشرعية المُعترف بها دوليا وعلى حساب أطراف المؤتمر الشعبي العام الأخرى فإن الأمر يتطلب التريث حفاظا على استمرارية معركة استعادة الوطن !!

(3)
كذلك عندما تحاول الإمارات ممارسة نفس السلوك من خلال هذه الدعوات لتستجر أسباب الصراع الجنوبي الجنوبي وتؤججها بالدفع بجماعة على حساب أخرى إلى واجهة المشهد والحرص على تبنى هدف استعادة دولة الجنوب (الشاذة) والمفصلة وفقا لمعايير مناطقية (متمثلة بدولة 13يناير 86م) فإن المسألة ايضا تحتاج إلى التريث والمراجعة والعودة بإيجابية إلى ميزان الربح والخسارة الوطني لمثل هذه الدعوة.

(4)
لو ان هناك نوايا صادقة للاتحاد في مواجهة مليشيات الحوثي من قبل هذه الأطراف ومعهم الشرعية المختطفة للمسنا ذلك منذ الاشهر الأولى لهذه المعركة ولما تأخرت هذه الدعوة إلى مابعد سبع سنوات حرب وعبث ولما شهدنا تحالف طارق وعمه مع الحوثيين ولما اطربتنا خٌطب تعاطف جماعة الإنتقالي وانصارها مع جماعة الحوثي والداعية إلى رفع ماتسميه الظلم اللاحق بهذه الجماعة..

(5)
إذا كان لا بد من الحديث عن وحدة الصف في مواجهة الحوثي فإن ذلك يفرض وجود ضمانات واضحة تمنع في المستقبل تحول الداعين الى هذه الوحدة إلى مليشيات تتقاتل ويدفع الشعب ثمن اقتتالها وصراعاتها وأول هذه الضمانات اندماج كل الداعين لوحدة الصف في إطار مؤسسات الدولة وتسليم اسلحتها ودمج عناصرها في هذه الدولة التي تمثلها إلى هذه اللحظة الشرعية!

(6)
إذا كانت الشرعية تشعر بالوهن والضعف الذي يحول بينها وبين القدرة على فرض شرط التوحد عسكريا في اطارها لكافة المليشيات المسلحة فإن عليها مغادرة تمثيل الشرعية وتركها حتى لا تصبح مجرد ماكنة تفريخ للمليشيات وحتى لا توصل بالوطن إلى ماهو أسوأ مما هو فيه اليوم وحتى لا تصيبها لعنة تُهم الخيانة بحق الشعب والوطن !!

(7)
على القوى الوطنية بمختلف انتماءاتها الشعبية والقبيلة والحزبية والثورية والمجتمعية توحيد صفوفها وفرض إرادتها في الميدان واستلام راية الشرعية في حالة ثبوت عجز الشرعية الراهنة عن القيام بواجباتها الوطنية وذلك على أساس هدف حماية السيادة الوطنية والدعوة إلى مؤتمرات توافقية في الشمال والجنوب تفضي إلى مؤتمر وطني عام يضع الحلول لقضايا الصراع الداخلية ويوقف الحاجة للتدخل الإقليمي الذي أثبت فشله !!

(8)
محاولة خلق أوصياء على الشمال والجنوب لمجرد القبول بالتفريط بالثوابت الوطنية من خلال لقاءات الغرف المغلقة أمر لن يضع حد للمعركة في الداخل اليمني ولا للصراع على المستوى الإقليمي فقد جرب كل من الشطرين سياسات الاستقواء بالخارج والإقصاء للقوى الرافضة للانفراد بالقرار الوطني وفشلا فلا حاجة اليوم لاستجرار أسباب الفشل مرة أخرى!!

(9)
اقتحمت السعودية حدود اليمن تحت مظلة التدخل العربي وهي ترفع شعار مواجهة المد الإيراني الفارسي على حدودها مع اليمن وإذا لم تكف عن العبث السياسي والعسكري الذي تمارسه اليوم في اليمن فإنها ستخرج دون أن تحقق أهدافها وسيكون عليها في المستقبل اضافة إلى مواجهة المد الإيراني الفارسي أن تواجه الطموح الإماراتي ايضا الذي يتطلع إلى القيام بدور المخبر البديل عن السعودية في المنطقة!!

(10)
في الإطار الجنوبي ولكي نعيد معالجة البثور التي الحقتها التوجهات المناطقية بالقضية الجنوبية أرى أنه يجب علينا أولا مغادرة خطاب دولة القبيلة في الشمال قبل الوحدة وبعدها والمستند على مقولة (جني تعرفه خير من أنسي ما تعرفه) ويجب إيقاف تبعات الصراع الجنوبي الجنوبي والقبول بمؤتمر جنوبي جامع لقوى الجنوب المختلفة دون شروط وإيقاف عجلة الهرولة باتجاه إعادة الصراع إلى المربع الأول !

               عبدالكريم سالم السعدي
                  11 نوفمبر 2021م

مقالات الكاتب