معركة التحرير المعنونة أشبه بقصة البالونات الملونة

فرح ولدك بريالك , من هنا بدأت قصة إغتيال هذا الوطن,, انها حرب الزماميط

فــرح ولدك بريالك, إنها عبارة سمعتها كثيرا في طفولتي من بائع متجول كان كثيراً ما يمر من حينا الصغير وهو يحمل الزماميط (البالونات) وقد اعتبرها لازمة ترويجية لبضاعته مردداً (فرح ولدك بريالك, فرررح ولدك بريالك) وحينها يخرج الأباء  والامهات فيخرج رب الاسرة الريال ويناوله للبائع المتجول ويأخذ بالونا كبيرا ملونا ويناوله لطفله أو لطفلته فيطير الأطفال فرحا وأنا أحد أولئك الأطفال الذين يطيرون من الفرحة لأربطها بخيط رفيع فتطير في السماء وأطير معها بخيالاتي واحلامي للبعيد  والسعادة تملؤوني , غير ان  ذلك لا يدوم طويلا ولا يستمر الوضع سوى ساعات حتى يتفرقع ذلك البالون في الهواء, تكرر الموقف كثيرا  في طفولتي وشيئا فشيئا كبرنا مع الأيام , ولم أعد افرح كثيرا عندما اسمع بنداء البائع المتجول على الباب وهو ينادي ,,فرح ولدك بريالك, فرح  ولدك بريالك,, فلقد علمنا عندما كبرنا أن هذه البالونات المملوءة بالهواء لا تدوم كثيرا وأن عمرها الافتراضي لا يتجاوز الساعات مهما كان الترويج لها ابداعيا وجذابا،
للأسف لقد كبرنا وادركنا الحقائق غير أن الباعة المتجولون ما زالوا يلاحقون عقولنا, ولم يدركوا بعد أن هذه العقول قد تجاوزت منذ زمن بعيد حكاية حرب الزماميط, فتلك الفقاعات لم تعد تضمد جراح وطن آذاه الجميع, عبث به الجميع, كذب عليه الجميع, فالجميع قد باعوا له الوهم عشرات المرات, وطن يصرخ فيكبته الجميع حفاظًا على وحدة الصف الوطني الكاذب, ينتفض فيخرسه الجميع لأنه اخطأ في التوقيت المناسب, ينتظر الوهم بأمل وشوق وشغف فيتفاجأ بصفعة جديدة, لم يعد هذا الوطن يتذكر متى كانت الفرحة الأخيرة التي فرح فيها أبناؤه بصدق قبل ان يبكوا مرة أخرى , يبذل جهداً عاليا محاولاً أن يتذكر فلا يجد سوى فرحتهم الهستيريا بفوز منتخب الناشئين بكاس اسيا,,
هل تدركون مالذي يقوله رجل مثلي أكل الشيب راسه, أم أنكم تدركون الحقائق ولكنكم تحاولون أن تعيشوا اللحظة بأمل كاذب, أم أنكم ما زلتم تحاولون ترويج أكبر كمية من البالونات ليفرح الأطفال قبل ان تتفرقع تلك البالونات من جديد, اما إذا كنتم قد نسيتم فدعوني اذكركم من جديد كم من البالونات الملونة التي فرحونا بها الباعة المتجولون وتفرقعت فوق رؤوسنا في لحظات, فمن يديرون هذه الحرب الملعونة, فرحنا بعاصفة الحزم فكانت أول ضربة للتحالف على اجتماع العبر لنخسر أكبر وأعلى  جنرالات اليمن العسكريين, وخرج التحالف لتشكيل عشرات الآلآف من التشكيلات العسكرية خارج سيطرة الدولة, فرحنا بتحرير مارب ولم تستمر فرحتنا كثيراً حتى سقطت نهم ورجعنا فوق الـ100 كم للوراء, فرحنا بالجوف وعدنا نبكي لسقوطه, وجميعنا يعلم من أسقط صرواح ونهم والجوف ولماذا تم اسقاطها, تحررت عدن فهللنا وكبرنا فرحا ولم تدم فرحتنا كثيراً حتى تحولت إلى سجن على قاطنيها فلا خدمات ولا أمن ولا ماء ولا كهرباء, تحرر الساحل وست سنوات ونحن نعلق أملنا بفرح وتفاؤل كبير وخلال ليلة واحدة فرقعت التشكيلات التابعة للإمارات تلك البالونة وخلال ساعات تم إعادة تموضع الوطن والجمهورية لنقطة الصفر, تحررت البيضاء وسيطرت قبائل ال حميقان والعمالقة والجيش على الزاهر وعلى 35% من مساحة البيضاء وخلال عشرة أيام تلقت التشكيلات المسلحة والتابعة للتحالف التوجيهات لافشالها وقطعت عنها التعزيزات والإمدادات حتى سقطت, تعز ركضوها بعباس بن فرناس وطارق له ثلاثة أشهر يقول انه سيدخل البرح وللآن ماقد دخل ومشغول بتسليم الحديدة وحراسة الشبك الحدودي على الخوخة ويتخلص من العمالقة كي لا يتمردن عليه ويتجهوا لتحرير الجراحي, والعمالقة اتجهو  لتحرير شبوة في معركة تتكشف نواياها من خلال الاسم فقط قبل أن تبدء المعركة إنها عملية إعصار الجنوب, هل هذا مسمى عملية عسكرية تتجه لتخليص الجمهورية اليمنية وتحرير البيضاء وذمار وفك حصار مارب..؟ للأسف لقد تلقت هذه القوات التوجيهات بتحرير بيحان والعين وعسيلان وعدم تجاوز ذلك حتى بكيلو متر  واحد بالرغم ان هذه الثلاث المديريات قد سبق للحوثي ان عرض الانسحاب منها شريطة الا تتدخل قوات العمالقة في معركة مارب أو تفكر بفتح معركة البيضاء, للأسف أيها الإخوة في زمن حرب الزماميط حتى محاولات الغرقى في النجاة يتم وأدها حية حتى تصطلي بالعذاب, فرائحة وجود الدولة في مارب تم وأدها لتتحول الدولة هناك مجرد حارس لصافر, ومحاولة بن عديو في شبوة لتشغيل بلحاف أدت لعزلة, وقوات الوية تهامة يتم حاليا هيكلتها وتفكيكها ودمجها والوية العمالقة الباسلة يتم حاليا تصفيتها برسم مسارح عمليات وهمية لها لاستنزافها مثل مسرح عمليات الحديدة والساحل الذي تم استهلاكها فيه ست سنوات من ثم تم سحبها من هناك بعد ان خسرت مئات الشهداء, أما قوات الوطنية فلا يختلف مصيرها أيضا عن الباقين فبعد ان تحولت من قوة للتحرير إلى شرطي دولي لباب المندب سيتم جرها لتتحول كأداة لإرهاق خصوم الامارات,
ارجوا ألا يزايد علينا أحد بحرب الحوثي ووحدة الصف وبدء مرحلة جديدة تتوحد فيها القوة وتتجه فيها البنادق بشكل موحد لصدر الحوثي فهذا أمر لا يمكن تحقيقه عبر الأدوات المسيرة على الأرض دون ان تخلص القوى الداعمة نيتها, فلو كان ثمة مؤشر حقيقي واحد على الأرض بان ثمة توجه صادق لتوحيد الصف والاتجاه يداً واحدة ضد العدو الحوثي لما استغرقت منا هذه الشرذمة المتمردة سوى أيام معدودة  ولكانت رأسي قبل رؤسكم لتحفيز الهمم ورفع راية لم الشمل ورص الصفوف ولن يتحقق ذلك الا بأمرين 
الأول على التحالف اولاً ان تصدق نيتها مع هذا الشعب وهذا الوطن وتوجيه كافة تشكيلاته على الأرض بالوقوف جنبا إلى جنب مع الشرعية لاستعادة هذا الوطن وتسخير كافة امكانياتها لدعم الدولة اليمنية أو ايقاف دعم النزاعات والتشكيلات التي تحول دون فرض هيبة الدولة وحلحلتها 
أو رحيل هذا التحالف عنا إلى الأبد, أما الركض خلف الأدوات المسيرة التي لا تملك من امرها شيئا والتي قد ربما تكون أشد كرهًا للتبعية منا جميعاً إلا  أنها تعيش حبيسة لصرفة أفرادها ورواتبهم بل ان بعض قادة تلك التشكيلات ما زالت الإمارات للآن تحتفظ بعائلاتهم رهائن لديها في أبو ظبي
الأمر الثاني هو أننا يجب ان ندرك ان مفتاح الحل العسكري بشكل نهائي يتمثل في محافظتين أحد هما الحديدة وسواحلها والتي تمثل العمق الإستراتيجي لخنق المليشيات وإيقاف الدعم الدولي والإقليمي لهم والمحافظة الثانية هي البيضاء وذمار وهما يمثلان العمق الجغرافي لهذه الحرب فالسيطرة عليهما يعني خنق المليشيات الحوثية جغرافيا وتهديد العاصمة صنعاء وإغلاق خطوط التواصل لأكثر من عشرين محافظة
ومتى ما حدث هذان الأمرين فقط حينها سنعلم ان التحالف والقوى المحلية جميعا قد أجمعت على الخروج باليمن الى بر الأمان وأنه حان الوقت بالفعل لاجتثاث هذه المليشيات للأبد أما دون هذا فهي مجرد مشاوير وفقاعات وبالونات وحروب استنزافية لا غرض منها سوى الارهاق واطالة الحرب العبثية التي يستهلكنا  بها التحالف والقوى الدولية ليجرونا بها إلى دائرة مغلقة ندور فيها بعيون مغلقة شأننا شأن جمل المعصرة 
وللحديث بقية

النائب محمد ورق رئيس مجلس تهامة الوطني

مقالات الكاتب

اليمن على سرير الجراااحة

دخل التحالف العربي لإنقاذ اليمن من ذراع إيران وأطماع الإمبراطورية الفارسية فقاد معركة القادسية&...

تهامة لن تصمت بعد اليوم

تزامنا مع المباحثات الجارية في الرياض حول القضية اليمنية والحلول المقترحة التي تستثني القضية التهامي...