بين الهدنة والتصعيد تم تقييد المشروع الوطني
تسع سنوات من الحرب تارة والهُدن تارة أخرى يفصل بينهما إبر تخدير المباحثات لتلطيف الأجواء ظ...
دعونا نتساءل عن ما آلت إليه تهامة بمديرياتها المحررة خلال خمسة أعوام بعد تحريرها منذ ديسمبر 2018م إلى ديسمبر 2023م ومن المسؤول عن تهميشها وظلمها وتغيبها كل هذه السنين؟
إنها خمس بقرات عجاف
لاوجود فيها لأي بوادر تشير إلى أي سنبلات خضر
ولا أي بقرات سمان على الإطلاق
دون أن نرمي الإتهامات جزافاً
دعونا نكن منصفين ونصنف القوى المتواجدة على الأرض لنتسائل عن من يتحمل مسؤولية خمس سنوات
من القهر والظلم والاستبداد والاهمال
حرمت فيها المديريات المحررة
من أبسط الحقوق
فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات، لم يعبد فيها طريق ولم تشيد فيها مدرسة ولم يعمر فيها مستشفى ولم يتم تأهيل البنية التحتية فيها،
لمديريتين باتت يأوي إليها نازحي مايقارب الـ12 مديرية من مديريات الحديدة الفارين من بطش الحوثي،
فمن يتحمل مسؤولية كل هذه الكارثة يا ترى؟؟
لدينا ثلاث جهات فاعله يمكننا الإشارة إليهم إن جاز التعبير
1- سلطة محلية مسلوبة الإرادة يعترف محافظها بكل ألم ومرارة بعد خمس سنوات من التحرير أنه عاجز تماما حتى عن تفعيل مكاتبه التنفيذيه التي لايوجد بها مكاتب ولا إمكانيات ولاراتب وأنه في عزلة تامة عن الحكومة الشرعية وأن هناك قوى خفية تحول دون تجاوب الحكومة لتنفيذ اي مشروع بالحديدة المحررة
2- المقاومة التهامية ممزقة نتيجة وجود مؤامرة لتهميشها و7 ألوية تهامية يتربع عليها قادة تهاميين
من أبناء المنطقة بكامل موازناتهم المالية وعتادهم العسكري جميعهم يدينون بالتبعية المطلقة للوطنية كرهاً أو طمعا بعد أن يئسوا من الترقيم
وتفعيل المحور ومطالباتنا المتكررة بذلك
3-وجود مكتب سياسي تابع لقوات المقاومة الوطنية ويدعي الحق الحصري له بتمثيل تهامة والوصاية عليها معتبراً نفسه البوابة الرئيسية لدخول الساحل التهامي فهو الذي يرشح ويعين ويمرر ويأذن ويحكم والجميع بالساحل يطلبون رضاه ومغفرته ويخافون عذابه ، غير أن (خلاياه) الإنسانية وهي الجهاز الممول للتنمية تكتفي بقشور المشاريع الإغاثية ولايتعدى إنفاق وكلاء المكتب بالخوخة وحيس إلا على الاستقطاب وشراء الولاءات باعتبار أن المشاريع الخدمية والحيوية بتهامة هي أمر يخص سلطتها المحلية
تلك الثلاث الجهات يقع أحدهم أو بعظهم أو جميعهم معاً في موقع المسؤولية الحقيقية للكارثة التي حلت وما زالت تجثم على تهامة وابناءها الى اليوم
والسؤال الأهم والأبرز هو
بعد خمس سنوات من دورة الحلاق على رؤوس أبناء تهامة وقياداتها وتعاقب الوكلاء وانكشاف الأقنعة
هل فهم أبناء تهامة اليوم من المجلود والجلاد ومن الصديق ومن العدو ومن الذي يريد لها الخير ومن اضمر لها الشر؟؟؟؟؟
بعد أن كنا على مشارف النصر العظيم
عدنا إلى الخلف بسيناريو التموضع والانتشار المشؤوم
بمباركة من بعض أبناء تهامة الذين فضلوا أن يكونوا أتباعا
للوجه الآخر للكهنوت وتحت وطأته هم يرزحون.