خطوات خارج قفص التجهيل الخطوة (36)

(1)
ماسمي باتفاق الرياض أحكم مخالبه على رقاب الموقعين عليه من كل الأطراف اليمنية وقادهم جميعا إلى حيث تريد دول التدخل في اليمن وإلى حيث تكمن مصالحها وأهداف معركتها وهذه حقيقة لا تغيب عن أي متابع حصيف ..

(2) 
في هذا الإتفاق غُيبْت قضايا الخلاف اليمنية كُليا عن المشهد وأصبح تواجدها فقط على هامش معركة (السعودية وإيران) و(الإمارات والجماعات الاسلامية) ، ولو أن معركة اليمن وقضاياه كانت في الصداره لما شهدنا الانسحابات غير المنطقية ولا المبررة من تخوم م/الحديدة وغيرها ولماشهدنا أيضا مراوحة القوات وتخبطها في شبوه وغيرها .

(3)
منذ سبع سنوات تخوض السعودية معركتها ضد إيران وتخوض الإمارات معركتها ضد خصومها الإسلاميين على الأرض اليمنية وبأدوات ارتزاق يمنية وتتأرجح خطوط سير هذه المعارك وفقا لمصالح كل طرف والخاسر الأكبر فيها الشعب اليمني والمستفيد الأكبر بعد مشاريع هذه الدول هم تجار الحروب والجماعات المسلحة.

(4)
كانت إيران أكثر وضوحا فجاهرت بمشروعها في اليمن الذي لم تنكره أدواتها أيضآ ، واعترفت بتدخلها من خلال تصريحات رجال السلطه فيها قبل وبعد ضرب الحوثيين للأراضي الإماراتية وعبرت عنه من خلال مقتل قادتها في قلب صنعاء ومازالت تعلن عن هذا المشروع سرا وعلنا وهذا ما يميزها عن بقية دول التدخل في اليمن ..

(5)
في المقابل تواصل دول التدخل في اليمن (السعودية والامارات) إصرارها على عدم الإقرار بحقيقة أهداف معاركها على الأرض اليمنية وتصر هذه الدول على أنها إنما تخوض معركة استعادة الشرعية وهذا انعكس بطبيعة الحال على ادواتها المحلية بحيث مازالت تلك الأدوات ملتزمة بالتأمين خلف خطاب تلك الدول والذي يعاني صعوبة في إثبات مصداقيته .

(6)
عندما يوقع مُدعيّ الثورة على إتفاق إقليمي يلتزم فيه بتسليم سلاحه ودمج جماعاته في إطار قوات من يسميها دولة (إحتلال) فأعلم أن الهدف لم يعد تحريرا ولا استقلالا بل هو هدف الوصول إلى السلطة ، وعندما توقع سلطة تدعي تمثيل شعب على إتفاق يمنح الشرعية لجماعات انقلابية مسلحة تعمل لصالح مشاريع غير وطنية فأعلم أن تلك السلطة إنما تسعى للبقاء على العرش حتى وإن كان البقاء على حساب شعوبها.

(7)
خرج متطرفوا كيان مرتزقة الإمارات في عدن قبل أشهر بخطاب يفتي بضرورة التطبيع مع الصهاينة مدعين أن ذلك يخدم تحرير الجنوب ، واليوم خرج أيضآ هؤلاء الاتباع بخطاب دعم غزو روسيا لاوكرانيا بنفس الحجة !!
هذا الخروج الشاذ والخطاب غير العقلاني يؤكد حقيقة أننا أمام جماعه عابثة لم يعد يهمها سوى استمرار وجودها وظهورها وبقاءها في المشهد حتى وإن كان ذلك على حساب قضية الجنوب وقضايا الأمة عامة .

(8)
الحوار الجنوبي الجنوبي لايحتاج إلى لجان مكوناتية بقدر احتياجه إلى لجان عمل وطنية مستقلة ، بالتالي فإن أي لجنة حوار يتم تشكيلها بقرار أحد المكونات وتتلقى نثرياتها الشهرية ونثريات تنقلاتها بين الدول من ذات المكون ، وترفع تقاريرها إلى هذا المكون ستواجه صعوبة في الالتزام بضوابط وأسس ومصداقية ونزاهة الحوار المتعارف عليها .

(9)
مازال الوقت يسمح بالتلاقي الجنوبي الجنوبي على أساس اتساع الجنوب لكل أبناءه ، ورفض الاستقواء بالخارج لمواجهة فرقاء الداخل ، وعلى أساس التمثيل الوطني لمحافظات الجنوب وفقا للمساحة والسكان ، ف على المراهنين على الوقت وعلى تبدل المواقف الدولية أن يدركوا أن المتغطي بالخارج كالعريان وان الرِهان على وحدة الصف الداخلي هو ضمان الانتصار الوحيد.

(10)
تهافت البعض الجنوبي على خطاب التخلي عن قضايا الأمة يُعد فعل شاذ ولا يمت للسياسة ب صلة ولن يوصل أصحابه إلا إلى المزيد من السقوط في نظر كل الوطنيين ، وهو في ذات الوقت خطابا غير ذي جدوى خصوصا عندما يصدر من احزاب ومكونات تنضوي تحت لواء حكومات وتلتزم بتنفيذ سياساتها وتلتزم بمواقفها الداخلية والخارجية وتتقيد بخططها !!

          عبدالكريم سالم السعدي
              27 فبراير 2022م

مقالات الكاتب