(ريمة) جارة السماء
يقال بأن "ريمة" جارة السماء ، وبستان الملائكة ، وفوق جبالها تكون السماء أقرب اليك من السهل والوادي ،...
أرى الكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، ومنهم زملاء إعلاميين وكُتّاب ، بحضورٍ ركيك ، إن لم يكن ساذج ، بمقالات مطولة ومتكررة ، تُمجد حزب سياسي وتنقِدُ آخر ، وتسهبُ في تلميعه ، ومن خلال كتاباتهم ، يريدون فرض قناعاتهم على الجميع ، في محاولات استماته نحو ذلك ، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر ، كأنهم لا يرون الحال الذي وصلنا اليه ، وكل منهم بما لديهم فرحون .
لم يكن لدينا مانع من وجود الأحزاب السياسية ، مالم تكن هذه الأحزاب ، واجهة لقوى نافذة تحقق مصالحها على حساب مصالح الشعب ، لكن الواقع المُعاش ، والتجربة التي استمرت طويلاً ، ماضي وحاضر ، كانت كفيلة لإسقاط كل الأقنعة ، تلك الأقنعة التي لطالما غطت وجوه الكثير من دعاة الوطنية ، وحاملين رايته .
إن ما جرى ويجري ، في هذه البلاد من هزائم وخذلان ، على كافة الأصعدة ، ليس سوى نتائج الخطأ الذي وقع به هذا الشعب ، وهو تقديم هذه الأحزاب السياسية في الواجهة كـ"منقذ" لهم وتلميعهم ، بالولاء والطاعة ، وتمجيد وتقديس قياداتهم ، وإتاحة المساحة والفرصة الكافية أمامهم للبطش ، وكل حزب أصبح يريد أن ينال نصيب الأسد من حقوق الشعب ، ولا أحد يريد خدمة وطنه أبداً .
الآن ، يبدُ اننا قد أدركنا حجم الصفعات التي تلقيناها ولازلنا نتلقى المزيد ، ويجب أن نعلم ، بأن هذه الأحزاب ، جميعها دون استثناء ، مجرد لفيف من الشخصيات تجمعها المصالح والنفوذ ، بدعم من دول إقليمية وعالمية ، لخدمة أجندتها ومصالحها ، وأن تلك شعاراتنا البراقة ، وهتافاتنا المرتفعة ، لم تكن سوى ، صكوك للغفران ندافع بها عن الجلادين ، للمزيد من الدعس والتنكيل في حقنا .
ليس من داعي بعد الآن ، لتلميع الأحذية ، وتدوير النفايات ، وتجريب المجرب ، جميعهم خاض تجربته في صفع هذا الشعب ، يجب اليوم ، أن نبحث في أوساطنا ، عن أشخاص ذاقوا هذه المعاناة ، وخاضوا بشراسةٍ غمار هذه التجربة الأليمة ، من أجل استرداد حق المواطن اليمني ، إقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ، وولاءه للوطن وحسب ، فلا مُتسع لتجريب كل مجرب .
فهمان الطيار