(ريمة) جارة السماء
يقال بأن "ريمة" جارة السماء ، وبستان الملائكة ، وفوق جبالها تكون السماء أقرب اليك من السهل والوادي ،...
تتلاشى فرحة الأعياد ودهشتها داخل هذه البلاد المخذولة ، بمجرد التفكير بتاريخها ويومها ، وتبدلت مواسم الأفراح عند هذا الشعب ، الى أيامٍ يخاف المواطن مواجهة العجز والضعف فيها
فلاشيء أكثر قسوة وشراسة من لملمة دموع طفلك الذي حال بينك وبين كسوته الجديدة الكثير من الضعف ، ولمجرد التفكير في خروج طفلك صبيحة العيد بين أصحابه هزيمة كبيرة
في الأواخر من رمضان الحالي ، وعلى لسان أحد الاباء حرقة ومرارة وهو يحاول جاهداً أن يصنع حيلة ، يستطيع من خلالها إغواء أطفاله من الخروج يوم العيد للعب مع أصحابهم ، يقول : ما رأيكم أن نجعل أولادنا يسهرون ليلة العيد الى الفجر ؟ ، كي ينامون الى وقتٍ متأخرٍ من النهار ، لكن هذه الحيلة سرعان ما تفشل ، فالأطفال يترددون باستمرار الى داخل منزلك ، ثلاثة أيام على الأقل لا يمللون من إفراغ طاقاتهم في أجواء الفرحة التي لطالما انتظروها ، وكل النتائج والطرق والأساليب والحيل ، تشير الى الإستسلام أمام بكاء أطفالك الحاد
الشعور بالحرمان والضعف والعجز وعدم الإقتدار ، أمام الغالبية من الأباء ، أمراً حتمي لا مفر منه ، فيما البعض الآخر وهي الفئة المنتصرة ، قدموا الكثير من التانزلات المخجلة ، ك"طلب" قرض ودين او بيع مايملك من ذهب او اي أداة ثمينة لطالما حلم بتوفيرها ، كل هذا خوفاً من رؤية الحزن جاثماً على ملامح عائلته وأسرته ، فيما الوجع الأكبر عند الكثير من اليتامى والمحرومين ، الذين لا أحد يلتفت لحالهم
مؤسف جدا ما وصلنا اليه
ونصيحة للميسورين ، أياكم والتباهي امام الآخرين في مثل هذه الأيام ، فلا تدركون حجم المآساة التي يصارعها غيركم
تفقدوا جيرانكم وأهاليكم ممن ضاق بهم الحال وجار عليهم الزمن
إصنع ابتسامة لضعيف لفقير لمخذول ليتيم ، فرب دعوة مجابة ، تغير موازين دنياك وآخرتك
فهمان الطيار