(ريمة) جارة السماء
يقال بأن "ريمة" جارة السماء ، وبستان الملائكة ، وفوق جبالها تكون السماء أقرب اليك من السهل والوادي ،...
في الثالث من مايو لكل عام ، تحتفل الأسرة الصحفية في العالم أجمع بيومها العالمي ، الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في اليونسكو ، لتخليد الدور الإنساني والواجب الوطني ، الذي يقدمهُ زملاء المهنة لخدمة أوطانهم ..
وتزامناً مع هذه الذكرى ، تذكرتُ أول سؤالاً واجهته ، عند تقدمي لدراسة الصحافة والإعلام ، في جامعة عدن ، قبل أكثر من عشرةِ أعوام ، كانت أكثر الإسئلة واجهتني من دكاترة وزملاء حينها ، لماذا أخترت تخصص الإعلام..؟ولماذا تريد أن تصبح صحافي..؟ لم يكن آنذاك حرباً قائمة ، كما أن البلاد لم تكن خالية من الفساد ، وك"قروياً" خرج من قريته قاصداً دراسة هذه المِهنة النبيلة أو ك"وصف" أبلغ الرسالة الإنسانية ، كانت إجابتي للجميع صادقة نضيفة ، ممزوجة بقرويتي التي لازالت محل فخرٍ لي ، وهي إظهار الحقيقة والوقوف الى جانب دولة الإنسان ، لم تكن إجابتي تصنعاً بالمثالية ، ولكنه حلماً في ترك أثرٍ جميل في مجتمعٍ لطالما سُحِق دونما رحمة ، وأيضاً رغبة في تخليد خطواتي بالضوء ، كما هو إحتراماً لذاتي ومبادئي وإنسانيتي ، ولربما الكثير من الزملاء ، هذا هدفهم السامي بلا شك ..
لكن وللأسف الشديد ، في وقتنا الحاضر وفي ظل هكذا ظروف ، تغيرت الموازين ، وكان للحرب والصراع السياسي دوراً سلبياً إنعكس على واقع الصحافة ، وعلى وجه الخصوص اليمن ،
تحولت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ، الى أداة من أدوات الصراع على حساب مستوى مهنيتها وأخلاقياتها ، وأصبحت الوطنية شعاراً لا أكثر ، وهذا هو الأمر الذي غيّب شرف هذه الرسالة تغييباً تاماً ، مما جعل الأطراف المتصارعة تنظر الى الصحافي كخصم لدود ، أشد من حامل البندقية ، وهنا تقلصت حرية الصحافة ، وتفاقمت الإنتهاكات في حقوق الصحافيين ..
(لن تكون صحافياً مالم تكن حراً) عبارة تم الدوس عليها ، وأصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له ، هكذا يقول الواقع ، ف"تصفية" الحسابات عبر وسائل الإعلام بين كافة الأطراف السياسية المتصارعة ، هي أكثر الأسباب التي جعلت حاملي هذه المهنة يواجهون تحديات خطيرة .
#اليوم_العالمي_لحرية_الصحافة
فهمان الطيار