(ريمة) جارة السماء
يقال بأن "ريمة" جارة السماء ، وبستان الملائكة ، وفوق جبالها تكون السماء أقرب اليك من السهل والوادي ،...
ما كان لِجحفلٍ أن يغدو بطلاً ، ولا للقيطةٍ أن تتعربد ، فتباً لهذا اللفيف من العاجزين والفاشلين ، واللعنة على مواسم الخيانة وعهد الظالمين ، أن يستمر الوضع بهذا الشتات مؤسف جداً ، وأن يبقى الاستجداء والعويل لسادة الظلام سيد الموقف حرج وجرحٍ كبير
ثمان سنوات يا سادة ، وتعز تغرق في النار والحصار ، وكأن للمهانة والإذلال حقاً علينا ، الجميع فرحوا واستبشروا إلا نحن ، الجميع عادوا من غربتهم وتعانقوا إلا نحن ، فقط نحن وحدنا في تعز ، نبحث عن نافذة ضوء ، وخيط أمل ، نعانق الجراح ، ونفتش عن مهربٍ للنجاة من هذا الجحيم ..
وعوداً كاذبة تستفزنا على الدوام ، وأحلامُنا البسيطة ، باتت رهائن في قبضة المخادعين ، نلملم إندثاراتنا بكبرياء ، ونجمع دموعنا الساخنة على مضض ، كي لانسقط ، وحتى لايرانا الظالم مهزوزين ، لكن الظروف التي نجابهها تمزقنا دونما رحمة ..
ف"بإسم" كل البؤساء على تراب هذه المدينة المحاصرة ، وبإسم كل المسحوقين على حدود هذه الجغرافية ، بكل الأوجاع المتراكمة في زواياها ، وبزنازين الحصار داخلها ، بجراحاتها الغائرة ، وكآبتها المفرطة ، اللعنة على كل متساهلٍ وراضٍ على حصار تعز ، ونبصق على كل الإتفاقيات التي لا تكون تعز عنوانها البارز ، والوعود التي لا يفي بها أصحابها ، ولن نفرح دون تعز ، فالحرية لهذه المدينة هو فرحنا الأكبر ، وما غير ذلك هراء .
فهمان الطيار