إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
النساء التقدميات، مصطلح أختفى من فترة من أدبيات الساحة السياسية الجزائرية، وها هم نساء التجمع الوطني للثقافة والديمقراطية يخرجنه من تحت الركام، في مؤتمر لهن احتضنته أمس مقر تعاضدية عمال البناء، حيث طالب نساء الارسيدي بالمساواة الكاملة مع الرجال في كل الحقوق ، السياسية والاجتماعية، ولم يعدن يكتفين بالكوطة التي يمنحها قانون الانتخابات للمرأة الجزائرية والتي لا تتجاوز 30%، بل طالبن بتجسيد ذلك أيضا في المناصب السيادية وفي كل مواقع المسؤوليات في المؤسسات العمومية والخاصة، أين تغيب المرأة ولا تحتل حتى تلك النسبة الممنوحة لها في المجالس المنتخبة، وهذا بعد مطالبته من أسابيع بالمساواة في الميراث، وهو الطلب الذي أثار جدلا واسعا في المواقع ولدى الاحزاب الاسلامية.
ومثلما قال رئيسه السيد محسن بلعباس، فإنه ليست هناك أولويات سياسية على أخرى ، وحقوق المرأة التي من أجلها وضع الحزب هيئة للمرأة التقدمية هي من الاولويات التي بدونها لن تحقق الجزائر أي تقدم، ومهمة هذه الهيئة هي تنظيم النضال النسائي للدفع لتحقيق المساواة والغاء التمييز الجنسي.
فهل ستنجح النائب فطة سادات الوجه النسائي النشط للتجمع في خلق ديناميكة جديدة وتحيي صوت المرأة في الساحة السياسية، بعدما كسرت بعض الوجوه التي كانت محسوبة على النضال النسائي مسيرة المرأة ورهنت مطالبها السياسية بتحقيق مطالب شخصية؟ وهل سينجح الحزب الذي مثلته لسنوات خليدة تومي كصوت يطالب بحقوق المرأة قبل أن تتخلى عن مبادئها النضالية مقابل المنصب، في إعادة صوت النساء الى الواجهة؟
كل الاوقات مناسبة للمطالبة بالمساواة بين النساء والرجال، وكان من المفروض أننا تقدمنا خطوات أكثر من التي حققتها النساء في تعديل قانون الاسرة لسنة 2005 والتي كانت خطوات عملاقة مقارنة بقانون الحزب الواحد لسنة 1984، لكن التدجين الذي عرفته الجمعيات النسائية التقدمية ما بعد فترة الارهاب وخلالها هو الذي ضيع علينا الكثير من الفرص، بعدما تحولت التنظيمات النسائية الى مجرد وكالات للدعم والمساندة والتصفيق والبحث عن فرص لتقاسم الريع والمناصب.
ثم هل يمكن للارسيدي الذي لم يحسم بعد موقفه من الرئاسيات المقبلة، أن يقدم هذه المرة امرأة للسباق الرئاسي؟ سؤال وجب طرحه الان، وإن لم يفعلها الارسيدي بعد حزب العمال فلن يفعلها اي حزب آخر؟