خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
ما يجري اليوم في اليمن غير مسبوق ، مقارنة مع الفترة الماضية ، فما تواجهه الشرعية من ضغوط تصل إلى حد إنهاء الشرعية بما تعنيه هذه الحقيقة من معنى ، فالانهيار الجاري بدأ مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي والذي تشكل من قيادات ميليشاويا مهيمنة على المشهد العام ومتخلية عن دورها المفترض أساسا كقيادة تمثل الشعب بالدفاع عن مصالحه المباشرة والوطنية ، وانجرافها وراء الانقسام بهدف الفوز المناطقي في الصراع الداخلي ، الذي يؤمن لهذه الأطراف المنقسمة مصالحها الشخصية والفئوية على حساب المصالح الوطنية وعلى حساب العقد الاجتماعي الذي بات يتآكل بشكل مخيف .
ما سبق وكرسته السعودية والإمارات في جذب وتوفير المال للمليشيات المعيقة للشرعية الهدف منه تكريس الانقسام الذي أضحى يتوسع بعد تشكيل مجلس القيادة وتحول إلى استراتيجية ، للأسف باتت مشجعة من جميع الأطراف ، في معادلة المال مقابل الحفاظ على انقسام يتيح لهذه الأطراف الهيمنة على السلطة لحماية بقاء القرار بيد السعودية والإمارات .
هذا الانقسام لم يضرب المكونات السياسية فحسب ، بل امتد إلى المجتمع ويقوض يوميا من قدرات الناس على الصمود والبناء في مواجهة المشروع الإمامي الكهنوتي ، الذي لن يكتفي في النهاية بتغييب حقوق اليمنيين فحسب ، بل سيؤدي إلى تغييب اليمنيين كوجود ، هذا الانقسام يأتي بفعل هيمنة السلطة الممولة ماليا والمجردة من قرارها الوطني ، مهمته جني ثمار المصالح الفئوية على حساب المصالح العامة والوطنية .
كانت السعودية والإمارات بالأمس تتذرع بهادي وبعدم وجود قيادة تمثل الناس وتدافع عن مصالحهم ، لكنه اليوم غير مبرر في ظل وجود مجلس القيادة الرئاسي الذي أختارته نيابة عنا السعودية والإمارات ، فلماذا تصر السعودية والإمارات حتى الآن على عدم تمكين رئيس المجلس وتضع أمامه القيود والعقبات المالية والسياسية ؟
ومع ذلك فأنا لست متأكدا من أن الرئيس رشاد العليمي أصبح جاهزا لاتخاذ قرار المبادرة الفورية لمعالجات تداعيات الانهيار ، وهي خطوات معلومة ، كل ما يحتاجه هو وضع الجميع أمام مسؤولياتهم للعمل الجاد لاستعادة الدولة التي تعيد للمواطن اليمني مكانته وحاجته الماسة للحياة الآمنة ، باعتبار ذلك أولوية مركزية لأي نظام سياسي ، خاصة وأن قمة جدة قد كشفت المستور وأوضحت كيف يتعامل الآخرون مع مصالحهم وعلينا أن نتعامل مع مصالحنا وعلى الخلية الضيقة المهيمنة على مقاليد الحكم أن تتخلى عن تعلقها بقشة السعودية والإمارات وحتى أمريكا ، فقد أعلن بايدن استمرار الهدنة والسعودية قبلت بها ، بما يؤكد ما كنا نقوله دائما وأبدا ، إن هذه العصابة الإرهابية هي بنت سفاح لأمريكا ، فلا تجعلوا الشرعية بنت سفاح للسعودية والإمارات .