رؤية فنية .. ماذا بعد كأس العرب ؟؟

أنهى منتخب الناشئين الوطني لكرة القدم مهمته في بطولة كأس العرب بالجزائر وخرج من نصف نهائي البطولة بعد خسارته امام منتخب المغرب بهدفين نظيفين مساء الإثنين 5 سبتمبر.

منتخبنا قدم خلال البطولة اداء مشرفا ومبهرا بقيادة المدرب الوطني الكابتن محمد حسن البعداني ، ضمن مربع الكبار ، بعد ان دخل البطولة مرشحا للخروج من الدور الأول .

قبل البطولة خاض معسكرا في مدينة تعز لمدة بسيطة تزيد قليلا عن عشرة ايام فقط ثم غادر اليمن الى القاهرة وأقام معسكرا أقصر لمدة ستة ايام فيها خاض خلالها مباراتين قويتين بدنيا مع نادي زد ونادي بيراميدز ، صنعا فارقا ذهنيا وبدنيا كبيرا لدى لاعبينا خصوصا وان الفريقين المصريين يتمتع لاعبوهما بالبنية الجسمانية والقوة البدنية .

بعد كأس العرب يفترض بإتحاد كرة القدم أن يبحث لمنتخبنا عن معسكر خارجي اخر لأننا بعد شهر تقريبا أمام مشاركة هي الاهم لهذا المنتخب في تصفيات كأس آسيا ضمن المجموعة السادسة التي تضم منتخبات بوتان وبنغلادش وسنغافورة .

 بنغلادش ستستضيف هذه التصفيات خلال الفترة من 5 إلى 9 أكتوبر القادم، ويتأهل عنها مباشرة اول المجموعة الى النهائيات التي تقام في شهر مايو 2023 م إضافة الى افضل خمسة منتخبات في المركز الثاني، وقد اعتذرت البحرين عن استضافتها بانتظار تحديد دولة اخرى للنهائيات .

اعتقد ان عودة اللاعبين حاليا الى اليمن في ظل هذه الظروف الصعبة سيضر بهم وبجاهزيتهم ، فالافضل لهم ان يعودوا ليعسكروا بالقاهرة ويتم ترتيب عدة مباريات تجريبية مع اندية مصرية.

او فتح مجال لتفعيل اتفاقيات التعاون الموقعة بين وزارة الشباب والرياضة في بلادنا مع كل من قطر والسعودية والتي تتضمن آمكانية استضافة معسكرات للمنتخبات الوطنية على اعلى مستوى وبكل الامكانيات اللازمة وفي أفضل الملاعب .

وهذا الامر يجب أن يتم مناقشته فورا بين قيادتي الوزارة ممثلة بالوزير نايف البكري، والاتحاد ممثلا بالشيخ احمد صالح العيسي لتفعيل الاتفاقية واختيار الاتسب لإقامة المعسكر الخارجي بما يضمن رفع جاهزية المنتخب وايجاد المباربات التجريبية له ..

منتخبنا وإن كان ظهر بقوة في بطولة كاس العرب وأصبح ضمن افضل أربعة منتخبات عربية ، الا ان هناك بعض الاخطاء والسلبيات التي يتوجب معالجتها من قبل الجهاز الفني وايضا العمل على تعزبز الجوانب الايجاية وما أكثرها ..

ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة إذا تحدثنا عن أهم نقاط الضعف في المواجهة أمام المغرب سيبرز لنا صعف الاداء الهجومي وكثرة  الاحتفاظ الفردي بالكرة والمراوغات غير المجدية وخصوصا في وسط الملعب او قريبا من خط دفاعنا بينما يفترض ان يغلب الاداء الجماعي في هذه المناطق بالذات لتشتيت جهود الفريق الخصم وتخفيف الضغط على حامل الكرة وكذلك العمل على بناء منسق للهجمات من الخلف ..

لاحظنا ظهور بعض الاعياء البدني على لاعبينا وخصوصا بالشوط الثاني وهذا كان يؤدي لفقدان الكرة كثيرا في وضعيات مناسبة لبناء هجمة واعدة، حيث يتوحب على الجهاز الفني استعادة مقدرة لاعبينا على الالتحامات الجسدية في الكرات العالية التي كانت من سلبيات المباراة الاخيرة امام المغرب .

الفاعلية امام مرمى الخصم كانت مفقودة خصوصا مع تأخر المساندة احيانا لإكمال الهجمة او الاكثار من المراوغات في منطقة عمليات الخصم بمساحات ضيقة وكثافة دفاعية أجهدت مهاجمينا وأفقدتهم القدرة على التصويب نحو المرمى .

من الامور التي تبدو أنها تؤرق الجهاز الفني هو ضعف اداء لاعبي الدكة، فيعتمد المدرب على إجراء تغيير واحد او اثنين فقط، وقد يكون احدهما اضطراريا ، وهذا يعكس عدم ثقة المدرب بلاعبي الدكة لهذا يتوجب العمل على تجهيز البدلاء ليكونوا بمستوى الاساسيين .

من المهم جدا في هذه الفترة تدريب لاعبينا على قوة التسديد من خارج منطقة الجزاء وهذا أمر كان شبه مفقود في كأس العرب،  ربما بسبب الكثافة الدفاعية وإحكام الإلتحام بحامل الكرة من لاعبينا ، لكن مستوى لاعبي مجموعتنا في تصفيات آسيا سيكون اقل من منتخبات كأس العرب، التي تعتبر اقوى والمنتخبات فيها أكثر جاهزية فنية ومقدرة بدنية، على العكس من المنتخبات الاسيوية التي سنواجهها في التصفيات .

في كل الاحوال نجومنا الصغار بالسن ابدعوا وكانوا عمالقة ويتوجب علينا تشجيهم ومساندتهم بدلا من النقد الهدام والهجوم الضاري الغريب الذي يشنه البعض عليهم فقد صنعوا اعجازا مقارنة بظروف اعدادهم .

ونشد ايضا على أيدي الجهازين الفني والاداري بمزيد من العمل والجهد من اجل الهدف الاسمى وهو تجاوز تصفيات كأس آسيا المقبلة، وبعدها المنافسة على الكاس وبلوغ مونديال الصغار العالمي القادم بإذن الله .

ختاما الشكر لله اولا واخيرا ، ثم لجماهير الكرة من ابناء شعبنا اليمني العظيم أينما كانوا ، فمؤازرتهم وحبهم وتشجيعهم اساسا لتحقيق المراد .

وكما شكرنا منتخبنا الصغير بكل عناصره ، نتقدم بالشكر الجزيل لاتحاد كرة القدم وقيادته ونشد على أياديهم لبذل المزيد من الجهود لاعداد منتخباتنا الوطنية ، وكذلك لوزارة الشباب والرياضة فدور كليهما محوري وأساسي ، ونامل منهما تكثيف جهود التنسيق والتعاون بينهما في الفترة المقبلة ..

#منتخبنا_بطل_مهما_حصل
#العزي_العصامي

مقالات الكاتب