في الجوف (شماعة) توقيف (العكيمي) عرفان ( جماله) من (الحوثي)!!

*قال القردعي ما جييد يفسل*
*ولا شي فسل ينتال الجماله* 
*من غش العرب بالمدح يكمل*
*وباتشهد على الرجال افعاله*.
 شاعر / القردعي المرادي

لربما بأن هناك من يعتقد بأن ما يجري في محافظة الجوف من تصعيد (قبلي) تحت يافطة ( المطالبة) بإطلاق سراح الشيخ أمين العكيمي محافظ الجوف السابق ، بشماعة توقيفه و وضعه تحت الإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض ، بأنه حراك شعبي وقبلي في ظاهرة المعلن ،  بينما الحقيقة المخفيه في باطن ذلك التصعيد دون أدنى شك عن كونه توظيف وتخادم (سياسي) مشترك بين الإصلاحيين والحوثيين يتزامن مع تعيين الخلف اللواء حسين العجي محافظا لمحافظة الجوف المناهض لنهج و سياسية قطبي التخادم المشترك ..

وبما أنني مراقب سياسي جنوبي عن كثب وراصد للأحداث والمتغيرات على صعيد المشهد في المحافظات الشمالية الخارجة عن سيطرة الحوثيين ، التي تقع تحت سلطة و نفوذ عناصر حزب (الإصلاح ) الذي يعد أساسه التكويني و التنظيمي عبارة عن تحالف فضفاض من العناصر ( القلبية والدينية) أكثر من كونه حزبا سياسياً ، مسيطر على مسرح العمليات القتالية من فرضة نهم إلى تخوم محافظة مأرب من خلال تولي القيادات ( الإصلاحية) على جميع مفاصل السلطة العكسرية بوزارة الدفاع وهيئاتها بتفرد تام  يخدم مصلحة الحزب بدرجة رئيسية على حساب المصلحة الوطنية العامة ..

والجدير بالذكر بأن أول هجوم للحوثيين على محافظة الجوف جاء بعد ،  أن تم تسليم جبهة فرضة (نهم) للحوثيين من قبل القيادات الإصلاحية دون مقاومة تذكر  ، نكاية بالسعودية الداعمة للشرعية على خلفية تعيين اللواء صغير عزيز رئيسا لهيئة الأركان العامة وقائداً للعمليات المشتركة ، حيث أعتبر إلاخوان الإصلاحيين بأن تعيين عزيز إعادة إنتاج لنظام عفاش وإبعاد لهم من المشهد السياسي والقتالي ، وعلى إثر ذلك مكنوا قوات الحوثي من السيطرة على مدينة الحزم في الأول من مارس ٢٠٢٠ وانتهت المرحلة الأولى من الهجوم باستيلاء الحوثيين على (٣٥٠٠) كيلومتر مربع من أراضي محافظة الجوف ، وتلى ذلك تخادم حوثي إصلاحي بتزويد القوات الحوثية الصاروخية والمدفعية بالاحداثيات الدقيقة باستهداف ثكنات قوات الجيش والمقاومة وتراجعها بشكل سريع و مفاجئ مما مكن الحوثيين من السيطرة الكاملة على محافظة الجوف وهروب محافظ الجوف الأسبق (العكيمي) والقبائل المقاومة البعض منها اتجه نحو مأرب والأخرى صوب محافظة المهرة  ..

ولهذا فإن ما يثير التعجب والدهشة والاستغراب من كثر العواء والشهيق الإخواني من قبل الإصلاحيين على محافظة خارجة عن سيطرة شرعية مجلس القيادة الرئاسي ، من خلال ما يجري في الوقت الراهن على تخوم المناطق المحاذية لمحافظة الجوف الواقعة تحت قبضة الحوثيين ، من توظيف سياسي بشكل اعتصامات قبلية الغرض منها تعطيل قرار تولي اللواء (العجي) زمام سلطة محافظة الجوف (المحتلة) ، وما يدل على ذلك رفض الإصلاح تسليم سلطة الجوف (الشكلية) خوفاً من قدرت المحافظ (العجي) الخلف بأن يحضى بالدعم الازم الذي قد يمكنه من تحرير الجوف واستعادة فرضة (نهم ) لكونه ليس من أرباب تجارة الحروب بل صاحب قضية وطنية يناضل من أجل الانتصار لها ، وعلى هذا الاساس يأتي  التخادم المشترك بين الحوثيين والاصلاحييين ..

حيث يشعر اخوان الإصلاح بأن بورصة اسهمهم في تجارة الحرب اليمنية سينخفض سعرها لا محالة بفقدان السلطة الشكلية لمحافظة الجوف وفي المقابل أيضا يشعر الحوثيين بالغلق والخوف الشديد من إمكانية فقدان سيطرتهم على الجوف لما لها من تهديد مباشر على مركز ولاية (الفقيه) نظرا لمحاذاتها مع محافظة صعده ..

ومن هنا ليس المنطلق و لا يعقل بأن يتخوف الحوثيين من تعيين (العجي) محافظا خلف (للعكيمي) كما يتضح من خلال تجيشهم للقبائل القاطنة على أراضي الجوف الواقعة تحت قبضتهم ، على التصعيد القبلي لصالح المحافظ الأسبق العضو في كتلة الإخوان البرلمانية ضمن تحالف الشرعية الذي يعتبرونه عدوان ، فإن لم يكن ذلك التخادم من الحوثي بمثابة عرفان برد الجميل والجماله للإصلاح على تسليم نهم والجوف ، وفي ذات السياق لا يعقل أيضا بأن تكون القبائل التي قاتلت الحوثيين و شردت من الجوف أن تكون في تلك المخيمات بعد أن خذلتها القيادات الإخوانية فلا يمكن أن تصعد لصالح المحافظ الأسبق وعلى هذا الأساس *في الجوف (شماعة) توقيف (العكيمي) عرفان ( جماله) من (الحوثي)!!*

مقالات الكاتب