الذكرى الثانية لرحيل العالم الديني والتربوي الوطني محمد الفقيه

تهل علينا في هذ اليوم ذكرى مرور عامين على وفاة العالم الديني والتربوي محمد الفقيه والذي نقف فيها جميعا اجلالا ووفاء لهذ العلم الديني والوطني التربوي والتعليمي محمد الفيقة حيث ولد محمد الفقيه في عام 17/10/1941 م في مدينة الضالع ونشأ يتيم الابوين حيث تلقى تعليمه الأساسي في مديريه قعطبة وكان محبا للعلم مجتهدا ومن أوائل الطلاب لما منحه الله هذا الذكاء والفطنة والعزيمة والإصرار التي كان يتمتع بها في التعليم وكان عالمنا الفاضل الفقيه يتميز بأخلاق فاضله كالصدق والأمانة والشجاعة وسلامه الصدر وحب الخير للآخرين جعلته عند الاخرين مهابا وحب واحترام من زملائه  ومن اقرانه المعلمين وكان منذ الصغر من صفاته آنفة الذكر  منح نفسه إعطاء دروس علميه وتحفيظ القرءان ليثري به زملائه وطلابه في حلقات خاصه ويعتلي منابر المساجد خطيبا وعالما واماما .

تدرج هذ العلم معلما في مدرسه الضالع الابتدائية في 5/1/1959م لسنوات ومن ثم تم نقله الى مدرسه الإصلاح في يافع واستمر فيها معلما لعام ونصف وثم تم نقله الى مدارس الضالع .

كما تدرج في عمله موجها فني لسنوات ثم مديرا لمدرسه -علي محمد صالح في الضالع ومن ثم تم تعينه مدير عام لمديرية الضالع في عام 1996 م ،حاصل على دبلوم عالي في دار المعلمين في مدينة الشعب عدن ولديه العديد من الشهادات التقديرية من رئاسة الوزراء ودولة رئيس مجلس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس حيث تم منحه وسام مناضلي حرب التحرير.

يعد المرحوم والقامة العلمية الأستاذ الفاضل محمد الفقيه رحمه الله من امهر من يكتب ويرسم الحرف العربي بامتياز وبراعه وكان كثير من طلابه يتأثر فيه تأثيرا كبيرا وقلدوه في أصول وكتابه الخط واصول الفقه وكانوا كثيرا منهم يعتبرونه الاب الحنون والمعلم العطوف البارع في تدريس طلابه مناهج التعليم والدين الصحيح.

حيث كان شغوفا في تحسين المدرسة التي يدرس فيها وتزينها وطلائها وكان يهتم بطلابه الفقراء ويعتبرهم كأولاده ويوفر لهم لوازم المدرسة من راتبه الشخصي ولا يحسسهم بالفقر، كان الفقيد العالم النبيل محمد مثنى الفقيه مربيا فاضلا وتربويا وعلم ديني الذي كان يتحلى بقيم الخير والتسامح ونشر الفضيلة بكل معانيها الإنسانية.

وما يصفه بعض طلابه وما يمتلكه من وشائح الألفة والطمأنينة في النفوس والعقول والقلوب في تهذيب النفس من نوازع الشر والأنانية والاحقاد والضغائن وكان له صفات الصبر والطموح والتفاني في عمله والايثار في حب الخير للآخرين وصله الرحم والعطف على الفقراء ،عمل بكل جهد وصبر واهتمام في بناء الجامع الكبير حيث كان هي الامام يشرف عليه ويعمل مع العمال والمشرف الدائم له وبقلق لافت تم انجاز الجامع ومتابعته المستمرة في الضالع ،تعرض للعديد من الازمات المرضية الذي في أحيانا كثيرة تلزمه الفراش، كان يمتاز بمكانة عالية في الاخلاق والنزاهة والشرف ونظاف اليد واللسان والسريرة حيث قضى جل عمرة في الحقل التربوي هامة وقامة تربوية تنويرية وتعليمية واجتماعية ووطنية من  الطراز الثقيل مربيا لأجيال كثيرة تلمذت على يديه العديد من قيادات الدولة والكوادر التي تحتل قيادات الوطن وكفاءات في قيادات الدولة من قادة عسكرين وسياسيين معروفين في قيادات الدولة والتي معظمهم تسلموا قيادات الدولة.

كان العلامة الفقيه احتط لنفسه خط الوسطية والاعتدال في حياته التعليمية والدينية وكان يمثل احد ركائز العلماء البارزين في مدينه الضالع ووجاهاتها الاجتماعية التي يشار لها بالبنان وكان من ابرز المؤسسين في حركه القومين العرب فرع الضالع.

كان يمثل لبعض القادة من أبناء الضالع التي تم تدريسهم منذ الصغر بالوجه الأكثر اشراقا في حياتهم حيث اعتقدوا من شدة تعلقهم دوما بانه جاء من عالم اخر نظرا لشخصيته العلمية والدينية القريبة من القلوب وملائكته الفطرية في الثائر والقدرات المتعددة في التعليم والتربية والخطابة والاقناع وانفعالاته النقية لنقاوته.

كان العالم الفاضل يمتاز بصفات النبل والتواضع كعالم ديني وفقهي واهتم بطلابه في تعليم التاريخ الإسلامي والعربي وعن بلاد العرب وامتداداته.

أخيرا عاش ومات هذ العالم الديني والتربوي  الوطني محمد الفقيه رحمه الله عليه مجتهدا بصور نادره واصاله بين اجياله ومجتمعه يمتاز بها كنموذج ورمزا وعلما من اعلام الوطن الذي لا يمكن لاحد ان يأخذ مكانه في العلم والتربية والتعليم والدين وفي قلوب تلاميذه الصغار الذين كبروا وهم يتذكرون هذا العالم الديني والتربوي والوطني الذي كان يمزج بين اعتداله الديني ووسطيته الوطنية السلوكية ووجهه المشرق وابتسامته النقية ونبرات صوته المميزة من خلال ابداعاته المختلفة التي ترك اثرا على صفحات حياتهم خلال طيلة عقود من الزمن كل ذلك مازالت ذكرياتهم ووجدانهم يتذكروا هذه  القامه الدينية والتربوية التي علمهم حب الدين والوطن أخيرا قضى سنين عمرة الطويلة في خدمة الدين والوطن والاجيال التي تقلدت مناصب رفيعة في الدولة .

مات العالم الفقيه وترك في قلوب محبيه في الضالع وعدن التي مكث فيها كثيرا والذي اثر في العديد من طلاب العلم والدين تأثروا به كعالم ديني نقي لا يسعى للمناصب وكان يدور في خلده كيف يعلم الأجيال دينهم ووطنيتهم .

بهذه الذكرى الأولى من رحيل القامة العلمية والدينة والتربوية نبعث بأحر التعازي والمواساة الى ابنائه الكرام المهندس عبدالباسط الفقيه والدكتور محمد الفقيه والمهندس بلال الفقيه والى كل محبيه وأهله وذويه سائلين الله تعالى ان يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع الاخيار الصالحين ويلهم اهله الصبر والسلوان.. وانا لله وانا اليه راجعون....

مقالات الكاتب

ليس دفاعاً عن علي الكثيري

في بداية مقالتي هذه اقول انا لست مدافعاً ومحامياً عن الاستاذ الخلوق على الكثيري لكن دائماً ما يستفزن...

غياب الروح الوطنية

الوطنية وتُعرف كذلك بالفخر القومي، هي التعلق العاطفي والولاء والانتساب لأمةٍ محددةٍ أو منطقةٍ جغرا...