ماذا نتوقع من مجلس قيادة وحكومة تم صناعتهما في السعودية والإمارات ؟

وقع اليمنيون بين مجلس قيادي لا علاقة له باليمن ولا باليمنيين ، كل همه إرضاء السعودية والإمارات ، وبين حكومة فاسدة عينتها السعودية والإمارات أيضاء أكلت الأخضر واليابس ، وشعب يسير معصوب العين نحو الهاوية ، ونخب سياسية تابعة أو متفرجة غير قادرة على تحويل الأقوال إلى أفعال ، وآخرون يبحثون عن زعامة ويمارسون الحياد الذي يرتقي إلى الخيانة ، يعتقدون أنهم سيرضون جميع الأطراف ، أو أن الأمم المتحدة ستحملهم إلى عرش السلطة حينما يتحقق السلام الذي لن يأتي أبدا ، تجد هؤلاء يمتنعون عن الظهور في وسائل الإعلام أو في الأماكن العامة ، ويخشون التقاط الصور مع أصدقائهم خوفا من أن يكشف نفاقهم ، فهم يعلمون أن المنافقين في الدرك الأسفل يوم القيامة وفي أعلى السلطة في الحياة الدنيا .

لا أحد ينشط في اليمن ، الجميع في حالة كمون ، طالما السعودية والإمارات تريدان ذلك ، عدا حكومة معين عبد الملك في حالة نشاط دائب تبيع وتشتري وتحاول دفن فسادها الذي أزكمت روائحه الأنوف وتسعى بكل ثقلها لتعطيل اللجنة البرلمانية التي شكلت لمسآلتها ، في ظل صمت مخز من قبل القضاء وتحديدا من قبل النائب العام الذي لم نسمع عنه إلا حين صدر القرار بتعينه وكأنه غير معني بالمسؤليات المناطة به كنائب عام ، مما جعل الإفلات من العقاب قاعدة أساسية .

هذا العزوف عن ممارسة السلطة يؤشر على تبخر آمال اليمنيين في تحقيق العدالة ، سواء بقضايا التمرد والخروج عن الدستور والقانون ، أو بقضايا الفساد وتعريض الأمن العام للخطر ، كما هو حاصل من مليشيا المجلس الانتقالي وغيرها من المليشيات الخارجة عن الدستور والقانون .

تزداد الصدوع العميقة كل يوم وتساهم في تفكيك الدولة وتتضاعف الأزمة المالية ويزداد الفقر بسبب الفوضى وقانون الغاب الذي تمارسه المليشيات وينهار النظام المالي ، مثلما انهار النظام السياسي وتفقد العملة الوطنية قيمتها كل يوم ، والمؤسسات دمرت ، فرئيس مجلس القيادة يحضر افتتاح مستشفى تم ترميمه من قبل مركز الملك سلمان ، وكأن ذلك الترميم هو كل حصيلة إعادة الإعمار في اليمن ، وفي الجهة المقابلة يحضر ثلاثة من أعضاء المجلس مؤتمرا يدعو للانفصال .

ولست بحاجة إلى التأكيد بأن ما يجري في عدن هو أشبه بما جرى في صنعاء في ٢٠١٤، وقفت القوى السياسية ضد بعضها البعض ومارست الاتهامات فيما بينها ، مما سهل على الحوثيين ابتلاعها والحديث كذبا باسم الفقراء ، ثم ارتقى الخطاب إلى مواجهة العدوان ، بعد أن اصطفت تلك القوى مع العدوان الخارجي ، وما يجري اليوم في عدن هو خدمة لعصابة الحوثي التي مازالت تتحدث باسم اليمن والوحدة ، وستجد مرة أخرى الكثير من الناس يصطفون معها ، وهذا ما تخطط له السعودية والإمارات لإطالة الحرب في اليمن ، حتى لا يستعيد اليمنيون دولتهم ، ومع ذلك أقول إن اليمنيين لن يطول صمتهم ، ويوم الحساب قادم ، ولن يتنازل أحفاد سبتمبر وأكتوبر عن ما أنجزه آباؤهم في إنها الإمامة والاستعمار .

مقالات الكاتب

خالد بحاح سفير بحجم وطن

عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...