خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
وقع اليمنيون بين مجلس قيادي لا علاقة له باليمن ولا باليمنيين ، كل همه إرضاء السعودية والإمارات ، وبين حكومة فاسدة عينتها السعودية والإمارات أيضاء أكلت الأخضر واليابس ، وشعب يسير معصوب العين نحو الهاوية ، ونخب سياسية تابعة أو متفرجة غير قادرة على تحويل الأقوال إلى أفعال ، وآخرون يبحثون عن زعامة ويمارسون الحياد الذي يرتقي إلى الخيانة ، يعتقدون أنهم سيرضون جميع الأطراف ، أو أن الأمم المتحدة ستحملهم إلى عرش السلطة حينما يتحقق السلام الذي لن يأتي أبدا ، تجد هؤلاء يمتنعون عن الظهور في وسائل الإعلام أو في الأماكن العامة ، ويخشون التقاط الصور مع أصدقائهم خوفا من أن يكشف نفاقهم ، فهم يعلمون أن المنافقين في الدرك الأسفل يوم القيامة وفي أعلى السلطة في الحياة الدنيا .
لا أحد ينشط في اليمن ، الجميع في حالة كمون ، طالما السعودية والإمارات تريدان ذلك ، عدا حكومة معين عبد الملك في حالة نشاط دائب تبيع وتشتري وتحاول دفن فسادها الذي أزكمت روائحه الأنوف وتسعى بكل ثقلها لتعطيل اللجنة البرلمانية التي شكلت لمسآلتها ، في ظل صمت مخز من قبل القضاء وتحديدا من قبل النائب العام الذي لم نسمع عنه إلا حين صدر القرار بتعينه وكأنه غير معني بالمسؤليات المناطة به كنائب عام ، مما جعل الإفلات من العقاب قاعدة أساسية .
هذا العزوف عن ممارسة السلطة يؤشر على تبخر آمال اليمنيين في تحقيق العدالة ، سواء بقضايا التمرد والخروج عن الدستور والقانون ، أو بقضايا الفساد وتعريض الأمن العام للخطر ، كما هو حاصل من مليشيا المجلس الانتقالي وغيرها من المليشيات الخارجة عن الدستور والقانون .
تزداد الصدوع العميقة كل يوم وتساهم في تفكيك الدولة وتتضاعف الأزمة المالية ويزداد الفقر بسبب الفوضى وقانون الغاب الذي تمارسه المليشيات وينهار النظام المالي ، مثلما انهار النظام السياسي وتفقد العملة الوطنية قيمتها كل يوم ، والمؤسسات دمرت ، فرئيس مجلس القيادة يحضر افتتاح مستشفى تم ترميمه من قبل مركز الملك سلمان ، وكأن ذلك الترميم هو كل حصيلة إعادة الإعمار في اليمن ، وفي الجهة المقابلة يحضر ثلاثة من أعضاء المجلس مؤتمرا يدعو للانفصال .
ولست بحاجة إلى التأكيد بأن ما يجري في عدن هو أشبه بما جرى في صنعاء في ٢٠١٤، وقفت القوى السياسية ضد بعضها البعض ومارست الاتهامات فيما بينها ، مما سهل على الحوثيين ابتلاعها والحديث كذبا باسم الفقراء ، ثم ارتقى الخطاب إلى مواجهة العدوان ، بعد أن اصطفت تلك القوى مع العدوان الخارجي ، وما يجري اليوم في عدن هو خدمة لعصابة الحوثي التي مازالت تتحدث باسم اليمن والوحدة ، وستجد مرة أخرى الكثير من الناس يصطفون معها ، وهذا ما تخطط له السعودية والإمارات لإطالة الحرب في اليمن ، حتى لا يستعيد اليمنيون دولتهم ، ومع ذلك أقول إن اليمنيين لن يطول صمتهم ، ويوم الحساب قادم ، ولن يتنازل أحفاد سبتمبر وأكتوبر عن ما أنجزه آباؤهم في إنها الإمامة والاستعمار .