هذا هو عبدالرحمن أنيس .. أنه سِراجِنَا الدَّائم !!

لََا زِلْتُ أَتذَكر هذَا العنْوان اَلذِي جاء - يَومُها - مُدَونا بِالْخطِّ اَلعرِيض على ورقية احدى الصحف العدنيَّة خلال أَيامِي الدِّراسيَّة اَلأُولى بكلية الآداب (الإعلام حاليا) مِن اَلْعام الدِّراسيِّ 2008 - 2009م .

فِي الحقيقة أقرَّ بِأنَّني - وَقتُها - لَم أَستوْعِب مدى الامْتيازات اَلتِي يمْتلكهَا زمِيلنا بالدفعة عَبْدالرَّحْمن أنيس ، ولم أحتسب لعُلُو كَعبِه المعْرفيِّ ولا لتفوُّقه العلمي  ، وَهذَا كوننا لانزال في بداية مطاف زمالتنا وأيامنا الدراسية الأولى بصرح الكلية (سنة أولى) ، أي اننا لم نتعرّف على بعضنا ولم نلتقي إِلَّا لِمامًا . . .

لَم تَمْض إِلَّا أَيَّام مَعدُودة  ! وإذا بالزَّميل أنيس يُؤكِّد وَيثبِت جَدَارتَه ويبسِّط نُفوذه وَيفرِض سطْوته المعْرفيَّة المشْروعة والشَّريفة دَاخِل القاعة الدِّراسيَّة وخارجهَا ، وذلك من خِلَال طَرحِه ونقاشه مع الدَّكاترة ومعنَا نَحْن زُمَلائِه بالقاعة ، وَمِن هذَا المنْطلق كان البعْض مِن الدَّكاترة يُتيح له اَلفُرصة ويسْتَند إِلَيه لِيقدِّم المحاضرة بالإنابة عنه ، مُقَابِل اِسْتماعنَا إِلَيه -نَحْن زملائه- بِإنْصَات طِيلة المحاضرة ، بل وبِقناعة تَامَّة وإذعان (مُسْلِم بِه) على إن زميلنا جدير بذلك لإمتلاكه قدرات ومهارات عالية تتفوّق على جميعنا ، وهذا ما حثنا وألزمنا على الحضور والاستماع اليه ، لغاية الاستفادة مِنه بعد ان فرض نَفسَه وأثبت كفاءته وتفوُّقه عليْنَا ، بل وتفوُّقه على نَفسِه وسنِّه ..

تخيَّلوا مَعِي !!
فِي سنة (أُولَى وَثانِية) كان أَكبَر إِنجَاز نَطمَح إِلَيه (نَحْن الطُّلَّاب) هُو أن نُرْسِل مقالا إِلى إِحْدى الصُّحف على أمل ان يُنشر فِي صَفحَة قُراء هَذِه الصَّحيفة أو تِلْك ، بيْنمَا زِمْلينَا أنيس كان -يَومُها- يشغل مُدير تحْرِير صَحِيفَة الأمناء ، وَكذَلِك مُدير تَحرِير مُلحَق مَشاعِل التَّابع لِصحيفة ومؤسَّسة 14 أُكتُوبَر ، بالاضافة الى توليه إدارات وتحرير اَلعدِيد مِن المواقع الصَّحفيَّة الذائع صيتها آنذاك.. 
مَا يَنبَغِي التَّنْويه إِلَيه هنا هو أَنَّه -تَولَّى- مَهَام مُدير تَحرِير صَحِيفَة 14 أُكتُوبَر الرَّسْميَّة لِعديد سَنَوات ، كأصْغر صَحفِي يَتَولَّى منصب رئيس تَحرِير صَحِيفَة رَسمِية على مرِّ الزَّمن الغابر.. وهنا يكون أنيس قد سجّل ونحت أسمه بأحرف من نور في سماء وتاريخ الصحافة..

لا نختلف أنَّ الصَّحَفيَّ عَبْدالرَّحْمن أنيس سلسيل عَائِلة صَحَفيَّة عدنية عَرِيقَة ، وَهذَا - لَاشِك - سَاهَم فِي تَوفِير البِيئة المُحَفزَة لَه ، لَكِن -قَبْل هذَا كُلُّه- لََا بُدَّ أن نُدْرِك يقينًا بِأنَّ البيئة وحدها لَن تَكُون #مُجْدِية #قطُّ إِذَا لَم يُرافقْهَا توجيه سليم من الأبوين وجدٌّ واجْتهاد ومثابرة وَطمُوح ذَاتِي كمَا فعل ويفْعل عَبْد الرَّحْمن اَلذِي عرفتْه مُجْتهِدًا ومتفوِّقًا على نفسه وزملائه..
لَقد عاش أنيس وَتَرعرَع مع المهْنة الصَّحفيَّة فِي تَناغُم ملحوظ وانْسجام مرموق، ومارسهَا مُنْذ نُعُومَة أَظافِره بحب وشغف وعطاء ، لِيتْقنهَا حقَّ الإتْقان ، ويعزف ألحانها على أصوات الدان ، لتصبح #معْشوقته الدائمة التي  يتغزّل فيها وينثر أمام سمو سلطتها أبياته العفيفية والمشروعة بمهنية ودقّة وتمكّن وإقتدار، ليؤمن ويجزم بان التفريط بها أو التَّخَلِّي عَنهَا بات أمراً مستحيلاً  حتى وان بلغت متاعبها عنان السماء  ، وَلِهذَا لََا غَرابَة إِذَا أَصبَح اليوْم هذَا الصَّحَفيِّ (نارٍ على عِلْم)  و واحِد مِن أَبرَز وألْمع الصَّحفيِّين فِي عدن والْجنوب والْيَمن عَامَّة .
نَعِم .. هَكذَا كان اِبْن عدن ، وهكذَا أَصبَح بارْداته واجْتهاده وكفاءته؛ وليْس مَا هُو دُون ذَلِك.

أنيس . . . الصَّحَفيُّ الإنْسان : 
بِالْعوْدة إِلى العنْوان اَلذِي لَم نَستوْعِب حقيقَته يَومُها (مَا إِذَا كان أنيس سِرَاج دَائِم بالفعل أم لََا) ؟؟!!
مُنْذ سَنَوات تَجدُّد تواصليٍّ مع اَلزمِيل والْأخ والصَّديق أبًا مُلَّاك بِواسِطة الفيْسبوك أَدرَكت  وَأَيقنَت أكثر بما يكنزه هذا النور ، إذ لَامسَت - فِعْليًّا - حَقِيقَته كصَّحَفيِّ ألق وإنْسان جميل ينتمي لجذور عائلة متأصلة المنبت وطيبة المنشأ والعشرة ،  ولا شك ان هذه السمات تجعلك كإنسان تواقاً لتتشرّف وتفخر بمثل هؤلاء ،  وحقيقة لَا أنكرها بإنني لا زِلْتُ أَقتَبس مِن سُطُوع سراجه المستنير ووميض نوره البهيج كُلمَا أحلَّ عليّ الظَّلَام .
أَنَّه عُنْوانًا لِلْمحَبَّة والْإيثار .. انه معْطَاء دَائِم وزاخر بالمحبة والخير .. فلَم يَبخَل يَوْماً عَلِي بِالْمعْلومة أو التَّوْجيه أو الإرْشاد مُنْذ عرفتْه ، بل إِنَّه - دوْمًا - يسْألني عن أعْمالي ونشاطاتي لِحَتى يُزَودنِي بأقبَاس مِن نُوره وخبراته دُون حَتَّى أن أَطلُبه ، #فَيجُود عليّ وَعلَى طُلَّابه وَكُل مِن يحْتاجه دُون مَن أو أذى أو ضجيج..

هل أدْركْتم الآاااان وأيْقنْتم أَنَّه - بِالْفِعْل - سِراجنَا المسْتنير والدَّائم ؟؟؟

هنيئًا لَنَا ولطلَّابك فِيك ، وهنيئًا لَك هَذِه النَّجاحات وَعُقبَى المزيد منها و تحضير شهادة الدُّكْتوراه ، وهنيئًا لوالديك ولَبنتَيْك الجميلتيْنِ اللَّتَان ستفخرا وستظلَّان تَفخرَا فِيك أمد الدَّهْر..
تأكد وثق بِأنَّ هُنَاك - فِي اَلأُفق اَلقرِيب يلوح- مُسْتقْبَل وَاعِد وَمشرِق وعريض بِانْتظارك .. حدسِنا يقول ذلك، وثقتنَا فِيك أَكبَر يَا زَميلِنا المتألِّق أبًا مَلَاك ... 
كُنَّ بِخَير يَا حُبيْبِي ... 
ليحْفَظك اَللَّه مِن كُلِّ شرٍّ ، ويبعد عنك كل مكْروه وجميع من تُحِب.
-------------
عبدالعزيز سبعين 
24/نوفمبر/2023م.

مقالات الكاتب