رؤية الإنتقالي ومؤتمر الائتلاف الجنوبي ومتطلبات الحلفاء والمجتمع الدولي

قرأت بتمعن الحديث المنسوب إلى رئيس الدائرة السياسية وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي د ناصر الخبجي الذي تناقلته عدد من وسائل الإعلام المحلية خلال اليومين الماضيين

والذي حاول عدد من قيادات واعلاميي الانتقالي فيما بعد تفسيره بطرق ولهجات مختلفة في محاولة منها تخفيف وقع تصريح الخبجي على المواطن الجنوبي الموالي للانتقالي والمتعشم فيه إستعادة دولته السابقة ولكنها اي تبرير او توضيحات قادة الانتقالي واعلامييه لم تنفي محتوى حديث الخبجي او تكذبه وهو الشي الذي يؤكد ان ما قاله الخبجي يوضح التوجه الجديد للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بتحرير واستقلال الجنوب.

الخبجي حدد وبإيجاز شديد ولغة مبسطه ومفهومة للانسان الجنوبي العادي رؤية الانتقالي الجنوبي للحل السياسي للمشكلة اليمنية وأكد مطلب المجلس في دولة مركزية وحكومتان شمالية وجنوبية.

كلام واضح ومفهوم لايستدعي التوضيح والتفسير والتبرير ولايحتمل التأويل والتضخيم وإدخال المتلقي في متاهة الشعارات والمصطلحات الغير مجدية التي سأمها او يكاد. 

حكومة مركزية "انتقالية" وحكومتان محليتان في الشمال والجنوب حدد الخبجي مهام كل حكومة من الحكومات الثلاث، مهام تفضي بحسب الرؤية الانتقالية المنشورة عبر القيادي فيه د الخبجي إلى إستفتاء شعبي على الوحدة وموقف الجنوبيين منها. 

فالخوض في حيثيات الرؤية الانتقالية تلك يعود بي لجزئية تناولتها قبل عدة ايام في مقالا صحفيا عنونته "في حضرموت الانتقالي يعيد اكتشاف نفسه" وتطرقت خلاله إلى التطور الايجابي في التعاطي السياسي لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مع الأحداث السياسية ومجرياتها المتجدده وتحسن أدائه وخطابه الاعلامي وفقا لما تقتضيه المصلحة الجنوبية والايمان بصعوبة المرحلة وخطورتها وتعقيداتها وبالتالي التحلي بالمرونة في التعامل مع وقائعها وافرازاتها المتسارعة. 

وفي هذا السياق مازلت اتذكر حديث للرئيس حيدر أبوبكر العطاس قاله قبل سنوات من الآن مضمونه ان خروج الجنوب من الوحدة لابد أن يكون بنفس طريقة الدخول فيها. 

ويقصد العطاس ان الانفصال يجب أن يمر بعدد من المراحل التفاوضية والحوار بين الجانبين "الشمال والجنوب" بإشراف خارجي عربي أو دولي. 

قد يكون حديث الخبجي المتضمن رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي للحل السياسي للمشكلة اليمنية مفاجئا لبعض المعارضين للانتقالي وصادما للمتعصبين له وحكيما للعقلاء العارفين بتعقيدات المرحلة وتداخلات مصالح القوى السياسية داخليا والدول الحليفة والمعادية خارجيا. 

قد يكون ما قاله الخبجي رايا شخصيا وهذا مستبعدا ولكنه في الاخير رايا معقولا ومقبولا من الجميع في الداخل والخارج ورؤية قد تجد شي من الاهتمام وفتح نوافذ عدة للنقاش والتحاور حولها والتعاطي معها كمطلب شعبي يمثل الخطوة الأولى على الدرب الطويل والشاق الذي حدده وسلكه أبناء الجنوب والتطلع إلى الوصول إلى محطته الأخيرة. 

فالرؤية الجنوبية الجديدة تتوافق مع الكثير من نقاط الحل التي احتوتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ولا تختلف مع رؤى بعض المكونات والتشكيلات السياسية الجنوبية واطروحات الكثير من القيادات والشخصيات السياسية الجنوبية وتتفق أيضا مع أراء بعض العقلاء من الساسة الشماليين والأهم انها تراعي مصالح دول التحالف العربي وبالذات المتعاطفه منها مع الجنوب وقضية شعبه وتخفف من الضغط المحلي والخارجي عليها وبالتالي تمكينها من تقديم المساعدة للجنوب ورد شئ من الجميل لابنائه على موقفهم الايجابي من الحرب ضد الحوثيين 


كما أنني شخصيا اعتبر تلك الرؤية ضربة استباقيه من الانتقالي أراد بها تحقيق الاسبقية لاحقيته في تمثيل الجنوب في اي استحقاقات سياسية قادمة. 

خصوصا ان هناك مكونا جنوبيا جديدا يتبنى رؤية الدولة الاتحادية المولودة من لدن مؤتمر الحوار سيعقد مؤتمره التاسيسي بعد أيام قلائل في العاصمة المصرية القاهرة. 

واقصد هنا مكون الائتلاف الوطني الجنوبي المدعوم من الشرعية والذي من المتوقع ان يتضمن بيانه الختامي التأكيد على الكثير من النقاط الواردة في رؤية الانتقالي او رؤية الخبجي. 

وبذلك ان لم يسبق الانتقالي بطرح رؤيته تلك عبر القيادي فيه د ناصر الخبجي الآن ستكون رؤية الائتلاف هي المقبولة من المجتمع الدولي وبالتالي سيجبر إلى التعامل معه كممثلا وحيدا للشعب الجنوبي لكونها قابلة للتعاطي وممكنة للتنفيذ وجعلها حقيقة وواقع معاش وملموس على الأرض.

مقالات الكاتب

عدن وصوت شبوة الغائب!!

في الوقت الذي نرى فيه اهتمام بعض المحافظات بالجانب الاعلامي في محاولة منها لرفع صوتها في العاصمة عدن...