لماذا نجحنا في استعادة الأرض وفشلنا في استرداد الثقة بأنفسنا؟

لم نخاف كجنوبيين  نظام علي عبد الله صالح الذي أستخدم كل أساليب البطش والتنكيل وبرغم ذلك قارعناه وخضنا معه معارك فردية وجماعية إلى أن انتصرنا عليه، جاء بعده الإخوان ومارسوا نفس الأساليب بل وتجاوزوها، ولم نخشاهم وانتصرنا عليهم بمشروعية قضيتنا وتضحياتنا، جاء الحوثيون كجنود الله الذي لا تقهر وشنوا علينا حربا ظالمة فقهرناهم وانتصرنا عليهم ولقناهم أقسى الدروس. 

لم يكن الخوف في قواميس حياتنا النضالية والثورية غير أنه اليوم جاثم على صدورنا وساكن افئدتنا ولم نستطيع أن نتحرر منه حتى اللحظة. 

قد لا يتفق معي البعض في هذه الحزئية لكن عليهم أن يقرأوا المشهد الجنوبي سياسيا وإعلاميا وقد تتضح لهم هذه الصورة بشكل جلي. 

تابعوا تصريحات السياسيين الجنوبيين الحالية واستعيدوا بأثر رجعي تصريحاتهم السابقة، وكذلك هو الحال بالنسبة للإعلاميين ستجدونها مخاوف في مخاوف وتأتي على النحو التالي:

الخوف من الإصلاحيين ( الإخوان المسلمين) 

وهؤلاء نستطيع أن نسميهم الخوف الدائم الذي يلازم كل المراحل والظروف. 


الخوف من المؤتمريين الذين انتهوا باستثناء طارق وقواته الضاربة والمعدة لهدف خفي حتى الآن. 

الخوف من الحوثيين الذين اندحروا بالنار والحديد وما يزالون على الأبواب كاللصوص. 


الخوف من التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش التي تعد امتداد للإخوان المسلمين في المخطط والهدف. 


الخوف من المواطنين الشماليين (جماعات المصالح) وهؤلاء يشكلون جزاء من التركيبة السكانية الجنوبية. 

الخوف من الجنوبيين (الطابور الخامس) على شاكلة العيسي والجبواني ومكاوي. 


الخوف من بعض القوى الجنوبية التي تتبنى رؤى سياسية تتصادم مع الواقع الراهن. 


الخوف من قوى إقليمية ودولية تتحرك على الأرض بكل أريحية بأهداف غير مفهومة. 


كل هذه المخاوف منطقية لكن ليس من مبرر لبقاءها في ظل ما تحقق  من انتصارات سيطرنا بموجبها على الأرض والقرار، لماذا لم نتقدم خطوة إلى الأمام ونبدد ولو واحدة من تلك المخاوف، لماذا بقى الخوف وقد ازيلت أسبابه، لماذا نجحنا في استعادة الأرض وفشلنا في استرداد الثقة بأنفسنا؟ 

ثم وهذا السؤال الأهم: على عاتق من تقع اليوم مسؤولية استرداد الثقة بأنفسنا، والتحرر من الخوف الذي اعاق خطواتنا وجعلنا شبه مشلوليين ننتظر الضربة القاضية؟

مقالات الكاتب

خارطة طريق جنوبية

لن نزخرف الكلمات ولن ننمق الحروف وسنتحدث من القلب، فليس لدينا وقت كافٍ للبحث عن المحسنات البديعية.في...