لا تلعبوا بكرة صالح فإنها مخزوقة مخزوقة

أنور الصوفي

يتدافع الجميع للسيطرة على كرة صالح، والكل يحاول السيطرة عليها، واللعب بها في ميدان السياسة اليمنية، ولكنهم للأسف يتسابقون على كرة مخزوقة، ولا يمكن ترقيعها، لأن الخبير في ترقيعها، وإعادتها للملعب قد ذهب.


كرة صالح المخزوقة، أو المؤتمر الشعبي العام يتسابق عليها المتمردون من جهة، والشرعية من جهة أخرى، والجنوبيون ما سدوا كل واحد يريد كرة صالح المخزوقة له.


أتعجب من تسابق اليمنيين على كرة صالح المخزوقة، فهي كرة غير صالحة للعب بها، ولكن كل واحد يريد تملكها، وهو لا يعلم أن الناس قد كرهت اللعب بها، لأنها مخزوقة، ولكن لاعبي صنعاء يرقعونها ليلعبوا بها، ولاعبو الشرعية متمسكون بالنصف الثاني يصمغونه يريدون اللعب به، وهل رأيتم رياضيين محترفين يلعبون بكرة مخزوقة؟ هذا هو حال المؤتمريين في فريق المتمردين، وفريق الشرعية.


المؤتمر الشعبي العام، أو كرة صالح التي كان يلعب بها في ميدان السياسة اليمنية، لم تعد صالحة للعب، فالعبوا لكم بكرة أخرى، أما كرة صالح فإنها مخزوقة مخزوقة.


المؤتمر الشعبي العام الحزب الصالحي الذي أسسه دهاة صالح، ونموه وربوه، وجعلوه هو الدولة حتى جاءت الوحدة فالتهم هذا الحزب الكبير والعريض، وصاحب الإمكانيات الكبيرة، التهم ذلك الحزب الشريك الذي جاء من الجنوب، ولا يكاد يقدر على حمل نفسه المثقلة بالخلافات، والشعارات الكاذبة، ولكن خطأ صالح أنه فرخ من حزبه حزبًا جديدًا، ورباه ونماه كتوأم حزبه، ولكن هذا الحزب هو الحزب الذي كان يقول عنه صالح في خطاباته: إنه يرقص على رؤوس الثعابين، فهو الحية التي لدغت صالح، فسرت سمومها في جسد صالح حتى جاء ثعبان آخر ليقضي على رجل السياسة والرجل الأول للحزب الكبير، وبالقضاء عليه انخزقت كرته التي كان يلعب بها، أي حزبه الذي أسسه وجعله مرتبطًا به ارتباطاً وثيقًا، فجعل كل إمكانيات الدولة لصالح هذا الحزب، بل جعل من الحزب مجسدًا في شخصة، فعندما ذهب صالح تلاشى حزبه، وانخزقت كرته من أول لمسه لها بعد رحيله، وأفول نجمه، وجاء من جاء من بعده ليلتقطوا تلك الكرة المخزوقة ليلعبوا بها في ميدان السياسة، فتسابقوا عليها حتى قطعوها نصفين، فالكل يدعي ملكيته لها، ولكنها لم تعد صالحة للعب بها، فهي كرة مخزوقة مخزوقة، ذلك هو المؤتمر الشعبي العام، حزب صالح في يوم من الأيام.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...