فلسطين تشتعل..وعمنا "عباس" لازال يهاتف خلف الترباس..!
لا ادري ما الذي ينتظره عمنا "أبومازن" من واشنطن وبقية عواصم الغرب المتعاطفة تاريخيا وبشدة...
كنا نختلف ونتباين تارة،ونتفق تارة أخرى،ولكننا كنا دائما نتلاقى على دروب الاخوة الصادقة والمحبة والامل بالمستقبل الذي ناضلنا لاجله جميعا ولازلنا،فقضيتنا كبيرة ووطنا اكبر،وامالنا اللامتناهية تعانق عنان السماء.
محطات عديدة جمعتنا كان آخرها ليس قبل وقت ببعيد،لكنه رحل بهدوء دون وداع،رحل وفي قلوبنا لم يرحل،صدمنا رحيله المبكر،وكانت وطئة الصدمة اشد لان توقيتها حدث في خريف طويل تساقطت فيه اشياء كثيرة ،حتى أن المرء يخال ان كل شي قد سقط...كما أن الراحلون فيه كثر.
كان صديقي دوما كما عرفته يقول ما يريد ويعبر عن رأيه بوضوح لا لبس فيه ولو كان صادما..هذه هي طريقته في قول الحقيقة،طريقة طبعتها فيه هول الشدائد واثقال المحن التي انهالت عليه وإخوته وهم لازالت اعوادهم طرية برفقة والدهم...متاعب السياسة والنضال والمعتقلات والتشرد والشعور الدائم بالتهديد والاستهداف..جعلت فواز واضح كالشمس التي حرم منها مرات عدة وهو في صحبة والده قابعا في غياهب السجون..
هذه حياته لم يختارها بل اختارها له القدر والظالم المستبد الذي أراد له وإخوته إلا يعيشوا حياة طبيعية كما ارادها لهم والدهم ،مثل اي اب لا يريد لأولاده الا العيش الكريم والأمان والمستقبل الزاهر.
مهما كانت بلاغة رثايتي له وعزائي فيه فإني لن استطيع ان ابوح بكل شي..،ففي فمي ماء...ولكني سأقول لاخي وصديقي الراحل رحمك الله يا بن باعوم وأسكنك الجنة...نم قرير العين وتاكد انه برغم الضباب والغيوم وطول مدة خريف الوطن،وبرغم الرياح والعواصف وكل تقلبات النوى.. ورغم حجم السقوط واختلال البوصلة واشتداد المحن...فإنه في الاخبر لن يصح إلا الصحيح ياصديقي،والله لا يضيع حق ورائه مطالب،وباذنه تعالى لن تذهب التضحيات والنضالات هدرا..وشعبنا قادرا على الانبعاث مجددا من بين الرماد مثل طائر الفينيق الأسطوري..فهو شعب لا يسكت على ضيم ولايرضى بالذل مهما طال الزمن،هكذا يحكي تاريخه وهكذا يقول.
نم قرير العين أيها المناضل الراحل..الغائب...الحاضر ..وستظل دوما في قلوبنا حاضرا.
7/7/2019