"خفة مطبلي وإعلام الانتقالي التي لا تحتمل"

العنوان مقتبس من رواية للروائي التشيكي الشهير ميلان كونديرا "خفة الكائن التي لا تحتمل"
(حقيقة المناصفة في الحكومة 85% للشمال السياسي)....
يزعم اعلام الانتقالي منذ اليومين الماضيين انه على وشك تحقيق نصر عظيم لا يوازيه نصر في تنفيذ #اتفاق_الرياض، وما ذلك النصر سوى إعادة تعيين رئيس الحكومة الحالية الدكتور "معين عبد الملك" الذي فجاة وياااللعجب  اصبح مرشح الانتقالي!!
وتشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال وفقا لمخرجات الحوار الوطني!
وتعالوا نفند الأمور، ونعيدها إلى عناصرها الأولية، ونصوب المجاز فنسمي الأشياء باسمائها الحقيقية.
لن اخوض كثيرا فيما يخص إعادة تعين رئيس الوزراء الحالي، الذي عج ذات الاعلام الانتقالي لاشهر نقدا ضده وتنديدا بفشله ، وحتى إن لم يفعلوا فالواقع لم يسجل منجز واحد لهذه الحكومة الفاشلة الهزيلة ورئيسها الذي لم يكن افضل من سلفه "بن دغر"  بل تفاقمت الكوارث وتدهورت الخدمات حد الانعدام وساءت احوال الناس وزاد شظف معيشتهم .
 وسوف استطرد عند الأمر المستفز الذي دفعني للكتابة، وليست سوى السخرية المبكية،  التي يثيرها تطبيل الإعلام الانتقالي وخفته التي لا تشابه، وتهليلهم لاعلان مناصفة الحكومة بين الشمال والجنوب.
عن اي مناصفة تتحدثون ياهولاء!!
 اولا التوصيف الفعلي لما اسموه مناصفة، ليست بين الشمال والجنوب، بل هي مناصفة او تقاسم بين من يطالب باستقلال الجنوب وبناء دولته، وبين من يتمسك "بالوحدة " سوى بشكلها القائم او على شكل دولة اتحادية يمنية يدعي زاعموها فراديس جنتها الموعودة.
إذا والحال كذلك، تعالوا لنفند تلك المناصفة او "الكعكة المخدرة"، المناصفة المزعومة يا سادة لن تكون بين جنوبيين وشماليين بل ووفقا لمخرجات الحوار المناصفة بين "جنوبيون استقلاليون، في مقابل وحدويون شماليون وجنوبيون" 
وستقسم الكعكة الملغومة تلك كالتالي:
50% صافية هي نصيب الشماليين ولايحتاج الامر لحسبة فجميعهم وحدويون للعظم.
 ثم 50% كما يزعم للجنوبيين.
 وهنا يحق بنا الان نتسأل: من هم هولاء الجنوبيين؟
وياتينا الجواب كالتالي هم جنوبيون منضويين في:
 حزب الاصلاح اليمني، حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني، الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الناصري والنهضة وبقية احزاب هامشية يمنية مفرخة.. الخ، إلى ذلك شلة الرئيس هادي وحاشيته والمنتفعين في اروقة عهده، وجميع هولاء "وحدويون" بل اكثر مزايدة في وحدويتهم من بعض الشماليين، ومعظمهم اشترك وتسبب في كل كوارث ونكبات الوحدة على الجنوب. هولاء سيكون نصيبهم 35% من ال 50% المخصصة للجنوب!
وعطفا عليه سيتبقى للجنوبيين الذين يطالبون بالاستقلال والذين يفترض انهم يحملون وصية الدماء الزكية التي ضحى اصحابها بارواحهم من اجله سوى 15%. اي نسبة هامشية لا تساوي قلامة اظفر لشهيد جنوبي.
والتفنيد لم ينته بعد، المناصفة المزعومة او الخديعة المحبوكة بتذاكي، التي لم تات بجديد عن رؤية محمد علي احمد في مؤتمر الحوار الوطني، والتي حينها خرج الجنوبيين لرفضها اي الرؤية ورفضه اي الحوار بالمليونيات وهاهو الانتقالي يعيدنا لمخرجان الحوار وكأن لم تصرخ افواه ولم يسل دم...
وعودة إلى كعكة المناصفة، بحسبة بشيطة يفقهها طالب في الابتدائي، الشمال لديه صافي نصيبه من الكعكة  يضاف عليها نصيب الجنوبيين الوحدويين، اي ان نسبته اصبحت 85% للشرعية التي تمتلك شارعين في مارب، مقابل 15% للجنوبيين الذين قاتلوا وقدموا الشهداء والتضحيات.
والانكى ان نعي هذه الحقيقة، هذه الحكومة هي حكومة الشرعية، اي ان الانتقالي بدخوله فيها اصبح ضمن الشرعية، وسقط عنه اي صفة اخرى خارج عن الشرعية اليمنية، ولم يعد له الحق في رفع شعار ضدا عليها او لا يتوافق معها وما عدا ذلك ليس سوى تدليس وتخدير.
الحقيقة الاخرى ان الحكومة الشرعية ب"اغلبيتها الوحدوية الشمالية الجنوبية" الموشك تشكيلها ستحكم ارض الجنوب،  في مقابل الحوثي الشمالي الذي يحكم 10% الشمال وحده.
آذا ماذا فعلنا؟ وماذا استفاد الجنوب من اتفاق الرياض مقابل كل هذه التنازلات، اي مفاوض هذا الذي لا يربط تنازلاته -ان اضطر عليها- بشروط وضمانات لمصلحة قضيته وهدفه المعلن!
 والسؤال سيظل معلق نحو المجلس الانتقالي، لماذا تعيدون عقارب الجنوب إلى لحظة فارغة ومرفوضة شعبيا؟! أهذا ما تسمونه "تكتيك" وتذاكي، وعلى من تتكتكون وتتذاكون؟ اعلى التحالف؟ ام الشرعية؟ ام على شعب الجنوب؟

مقالات الكاتب

تخيلوا معي

لو هدمت قلعة القاهرة في تعز وبني مكانها مول تجاري بشع، أو هدم باب اليمن "التحفة التاريخية" بحجة أنه...

هيلا يا صياد يا بو السفينة

كنت اتابع الحفل دون حماس، جئته بالصدفة مع صديقتي ولم اعتن بمعرفة فقراته، وفجأة أعلن المذيع أسم الفنا...