تخيلوا معي
لو هدمت قلعة القاهرة في تعز وبني مكانها مول تجاري بشع، أو هدم باب اليمن "التحفة التاريخية" بحجة أنه...
كنت اتابع الحفل دون حماس، جئته بالصدفة مع صديقتي ولم اعتن بمعرفة فقراته، وفجأة أعلن المذيع أسم الفنان العراقي جعفر حسن واطل بقامته الفارعة وشعره المميز يتهادى على مسرح الانيسكو ببيروت. وما إن بدأ يشدو حتى رف قلبي، شريط من ماض زاهٍ عشناه مع صوته الجميل واغانيه البهيجة في عدن.
وعندما انهى فقرته وكانت ختام الحفل، صعدت إلى المسرح، لأسلم عليه. انا التي لا تحفل بأخذ صور مع الفنانيين والمشاهير، ولكنه جعفر حسن، عبق الحبيبة عدن/ لمعة من ذاكرة الجنوب الذي طوى.
وما ان عرفته عن نفسي وكنيتي حتى صرخ عدن. حضرموت. وانساب الحديث بيننا محتفيا بي بل بذكرياته التي استعدناها في ومضة الوقت. تبادلنا التيلفونات، وظللنا على اتصال، يستعيد فيه جعفر حسن كل مرة قطع من ذاكرة الزمن الجنوبي، ذاكرة ذاك النجم الذي هوى في جب مشئوم.
ثم ذهبت الايام وشغلنا بالحياة ومعاشها وصنوف احداثها وتقلباتها، وانقطع التواصل بيننا. وإذ بي اصدم اليوم بخبر رحيله الفاجع.
أيرحل من لصوته ذلك الشجن، ولروحه ذلك الرنين!
باق انت ايها الفنان الشاهق، تشرق مع كل نغمة مرسلة من ذاكرة فنك الجميل، كذهب الشمس المنثال من سماء عدن التي احببتها وصنتها في داخلك، الصاعد من بحرها الارجواني حين "آن" حزين.
ملحوظة:
في غمرة سردنا وانهمارنا بالذكريات اثناء سلامي له على المسرح، في زمن مجتزأ بين ضجيج معجبين وعشاق كثر ارادوا الاحتفاظ بذكرى صورة معه. ومن فرحتي برؤيته نسيت ان التقط الصورة التي صعدت لاجلها.