ماذا بعد؟!
في الـ19 من شهر فبراير المنصرم، عقدت قيادة السلطة المحلية بحضرموت اجتماعا مع الجهات المعنية لمناقشة...
لماذا تصر قيادة المؤسسة الاقتصادية الحالية في مدينة المكلا على رفع صور الرئيس عبدربه منصور هادي بشكل ملفت مع كل فعالية يقيمونها؟!، ومادخل صور رئيس الجمهورية لتوضع في فعالية معرض رمضاني يبيع للمواطن مستلزماته ولايقدم صدقة من حر مال الرئيس؟!، ولماذا صور الرئيس تنافس شعار مؤسسة اقتصادية حكومية هي ملك من أملاك الشعب؟!، ولم نرى أي جهة حكومية أخرى تفرط في رفع صوره بهذا الشكل؟!، وهل هذا السلوك يعتبر سلوكا حضاريا وينم عن وعي متقدم وعقلية تسعى لبناء أسس سليمة لإعادة الدولة المنشودة وتسعي لخدمة المواطن؟!، أم أنها تكرس مفاهيم التبعية والتمجيد ولو من خلال ابسط الأمور والاتجاه نحو الاهتمام بالقشور والتفاصيل الجانية دون الخوض الحقيقي والجدي في معالجة مشاكل المواطن المتفاقمة؟!.
أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهني في هذه اللحظات، واعتقد أن الوقت قد حان للحديث عنها، خصوصا بعد أن شاهدت صور معرض الشهر الكريم الذي أفتتح في المكلا قبل أيام، وتم فيه تعليق صور الرئيس هادي بشكل بارز على مدخل القاعة وداخلها، حتى أنه ليخيّل اليك أن هذا المعرض الرمضاني قد دفع تكاليفه الرئيس من حر ماله ويعتزم أن يوزع مقتنياته على عموم مواطنيه بالمجآن!.
صحيح .. نحن تعودنا على أن تقام كل فعالية كبرى برعاية رئيس الجمهورية، وركزوا على كلمة كبرى هنا، أما الفعاليات الصغرى فتقام برعاية من هم دونه في سلم التسلسل الإداري للدولة، ولا يعني أن يكون الحدث برعايته أنه هو من دفع كافة تكاليفه من جيبه أو حتى من مال الشعب، وانما تلك الرعاية تشبه المباركة والموافقة عليها - وربما في بعض الحالات التكفل والمساهمة بجزء من تكاليفها - لتضفي على المناسبة نوعا من الأهمية عند الموظفين الحكوميين الذين يحرصون على حضورها وتسهيل إجراءات إقامتها!.
نعود مرة أخرى لموضوع المعرض الرمضاني وصور الرئيس التي تحتل ربع حجم البنر وربما نصفه، في سابقة لم تقم بها أي إدارة حكومية قبلها، فكم حضرنا من فعاليات ومناسبات ولم نرى فيها صورا لرئيس، الا صورة صغيرة واحدة عالاقل معلقة في واجهة القاعة، حتى في يافطات المناسبة يتكب اسمه غالبا بشكل بارز فقط ودون الحاجة لأي صورة له!.
لا ادري ما المبرر لكل هذه الصور التي تصر قيادة المؤسسة الاقتصادية في المكلا على طباعتها بهذا الحجم والكم ورفعها في أي فعالية حتى لو كانت روتينية وعادية ولا تضاف إلى قائمة الانجازات الكبيرة التي ستسجل بأحرف من نور في تاريخ الرئيس هادي، فلو أنه افتتح منشاة نووية لقلنا أن الأمر يتسحق رفع اكبر صورة له، لكن أن يحدث ذلك في معرض رمضاني هو أشبه بسوبر ماركت كبير، يبيع مستلزمات الناس الرمضانية ولايوزعها لهم مجانا، وتستطيع ابسط شركة أو مؤسسة تنفيده بكل يسر وسلاسة كما حدث في معارض مشابهه أقيمت من قبل، فهذا باعتقادي فيه إساءة الرئيس وجعله مادة للسخرية والتندر، لاسيما وأن المواطن يعيش في أوضاع تعيسة ومقرفة منذ 7 سنوات وتضاعفت تلك التعاسة والقرف بشدة خلال الثلاث السنوات الأخيرة، في ظل عجز وفشل ذريع وواضح في تحقيق أي إنجاز حقيقي من قبل الرئاسة والحكومة لوقف الانهيار الاقتصادي على الأقل وإعادة الامور الى وضعها الطبيعي!.
نحن لانعترض على رفع صور الرئيس، فهو رمز الشرعية والدولة رغم كل اخفاقاتها وعجزها وفشلها وضعفها، لكننا نعترض بشدة على توظيف صوره بهذا الشكل الذي لايقبل به اي مواطن يعاني الأمرين منذ سنوات ولم يلمس اي تغيير وإصلاحات ملموسة من قبل مسؤولية على اختلاف درجات مناصبهم، كما أن توظيف صور الرئيس بهذا الشكل ليس من صميم عمل المؤسسة الاقتصادية ولا من مهامها، لذلك لاداعي لكل هذه الصور!.
على قيادة المؤسسة الاقتصادية مراجعة هذه الجزئية، والتقليل من الإنفاق على مثل هذه الدعايات التي لاتضيف شيئا ولاتغير واقعا ولا تحسب كانجاز يستحق كل هذه الهالة الاعلامية الخاوية من أي قيمة حقيقية للمواطن، وأن تركز جهدها على صنع انجازات حقيقية خاصة بها ولايشاركها فيها أي تاجر أو رجل أعمال، ويتسفيد منها المواطن المنهك والصابر ويلمس أثرها في حياته المرهقة!.
#مطيع_بامزاحم