عن ثورة 26 سبتمبر .. العَفَن الذي أسقط السفينة ، ولم يغرقها
٢٦ سبتمبر كانت السفينة التي حملت اليمنيين وأبحرت بهم من المياه الضحلة الى المدى الذي أخذت معه مياه ا...
اليمني إذا فرح (ضحك) قال "اللهم اجعله خير" !! لا يكمل ضحكته حتى النهاية ، يخاف أن تكون الضحكة فال شؤم من شر يختبئ وراءها .
يتطير اليمني من الضحك كحالة نادرة بين الأمم .
عند الفرح يكون أكثر قلقاً .. يفرح وهو محاط بكومة من متاعب الحياة ، وربما لأن مسببات الفرح استثنائية في بلد تعثر بالآلام طويلاً ، ونكب بالكوارث كثيراً .
الخوف من المجهول يكسر فرحته ، ويقمع بسمته . يغادر الفرحة سريعاً ، ويتوقف عن الضحك على الفور كأن مساً أصابه في غفلة من وعيه بعدم صواب ما عمله للتو .
إذا ما تقرحت عيناه من الحزن ، شعّتا سعادةً لا يُعرف لها مصدر سوى أنه يعتقد أن الحزن يغسل الهموم ، وأنّ عليه فقط أن يحزن لكي لا يتعرض لأي مكروه . الحزن عند اليمني قرين الحياة . وحينما يبكي لا يردد "اللهم اجعله خير" ، يترك لدموعه العنان لتنزف حتى تجف .
اليوم ، وقد تلبدت الحياة كلها بغيمة كثيفة من الحزن والألم ، صار عليه أن يفتش وسط هذه الغيمة عما يداري به الكرب الذي يعيشه ، وأن يتكبد المشقة كي ينتزع بسمة ولو صغيرة من تحت ركام المأساة .