عن مقابلة العطاس
استمعت لحديث العطاس في برنامج الذاكرة السياسية فيما يخص جزئية تناوله لعلي عنتر عن موضوع الجيش، قال ب...
نكتب عن حوادث ينبري لفعلها أشخاص كانوا ولا زالوا محسوبين على الحراك الجنوبي، نكتب خصيصاً عنهم لأنهم من كانوا يُمَثلون حُلم الشعب، ويحملون قضيته، ويُحسدون مطالبه في تحقيق الحرية والعدالة ودفع الظلم، ثم انكشفت سوءات الكثير منهم، وبانت حقائق أكثر سوداوية وفساداً عنهم.
الجريمة حين يرتكبها أدعياء الشرف والأمانة والإخلاص والنضال والثورة والبطولة والفداء والتضحية تكون أبشع وأفدح وأكثر صدى، من جريمة يرتكبها غيرهم، والسيئة في هذا وفِي غيرها من الأحداث تعُمّ، فإذا مارس مديراً أو وزيراً ما فساداً مالياً ستُوجّه التهمة لكل الحكومة عن هذا الفساد، وليس فقط فساد هذا الوزير، كون سيئته عمّت وشملت.
في حادثة الاعتداء على السوبر ماركت، والتي انبرى لفعلها علي الصياء أحد نُشطاء الحراك المحسوبين على الانتقالي معززاً بمسلحين -يُقال عن انتماءهم للأمن أو الانتقالي- هي جريمة تخصّ مرتكبها.
لكن، لها بُعداً آخر، ربما علي الصياء لا ينتمي إلى الأمن في الهيكل الوظيفي للأمن، ولا ينتمي للانتقالي في الهيكل التنظيمي للانتقالي، لكنه بشكل أو بآخر يُعد محسوباً عليهم، ومقرباً منهم، ويفعل ما يفعله مستقوياً بالقوة التي يمنحونه إياها، ولولا ثقته بوقوفهم خلفه ما تجرأ على فعل هذا، ولولاهم لما كان له مرافقين وجنود، وهو الذي بدونهم "الأمن والانتقالي" لا يملك قوت يومه.
هناك قضايا لا يفعلها الانتقالي أو الأمن، لكنها أخلاقياً تنعكس عليهم، كون من يرتكبها محسوبين على قيادتها، ومقربين منها، ويفعلون ما يفعلونه مستقوين بموقفهم المُقرب أو المحسوب على الانتقالي والأمن، لذلك فإن خطاياهم تتناثر ويصل إلى الانتقالي والأمن منها القسم الأكبر، حتى نرى عكس ذلك، حال رأينا هذا المذنب أو ذاك من المحسوبين عليهم ينالوا عقابهم.
* ملاحظة
هذا المنشور يُمثل وجهة نظر كاتبه، ولا علاقة له بـ "المؤامرة الكونية" على الانتقالي.
محمد عبدالله الصلاحي.