أصبحتُ أمًا!

قلتُ لصديقتي رنا عندما سألتني عن إحساسي بالأمومة بعد أيام عصيبة مرتْ علينا أنا وطفلي، بأنها "إحساس دائم بذنب لم ترتكبه"!

الأمومة هي شعور بأن كل شيء يجب أن يكون أفضل مما هو عليه، وأن شيئًا ما يفصلكَ عن الكمال في العطاء، شيئًا في قصورك الإنساني قد يجعلك تنام سويعات، ما قد يمنعك عن الاستمرار في مراقبة أنفاسهم، مثلاً!

كنت اعتقد بأني قد حققتُ في حياتي أشياءً كثيرة ذاتَ مغزى، حتى التقينا مساءً في السابعة و٤٦ دقيقة، كان لقاؤنا سريعًا وخاطفًا، رأيتكَ بقلبي من خلف غشاء أخضر وضعوه حائلًا بين عيني وبطني المفتوحة، عندما سمعتكَ تبكي تنفستُ الصعداء، تذكرتُ قول بروفيسور كان يعلمنا في كلية الطب أن بكاء المولود لحظة خروجه من شَق القيصر "طرب"! لكنه لم يكن طربًا لأذني فقط بل إطرابًا لكل الحواس، كان كل شيء تمنيته وكل مغزى وقيمة لهذا الوجود.
 
تأخر التحامنا لدواعٍ طبية. وقف الطب، بالذات ذلك الذي  مارسناه واختصينا به أنا وأبوك، في صفنا، وقابل الإحسان بالإحسان، نحن الآن ثلاثة في كيان،  أما أنت وأنا ف "واحدان".

أسميناك الإسكندر، لتكون الأكبر أيضًا، ولكن بطريقتك، والأعظم؛ بسموّك وأخلاقك، ستكون مماليكك وفتوحاتك من نوع مختلف، لأنه زمن مختلف، لكننا سنعلمك ألاّ تُهزم أبدًا، وأن تقاتل لا لتمدّ نفوذك ولكن لتكبّر قلبك،   سنرتكب بالتأكيد الكثير من الأخطاء، فالتربية كما تقول إليزابيث نوبل " هو ألاّ ترتكب نفس الأخطاء التي ارتكبها أباؤك وأن تستبدلها بأخطاء جديدة".

ماما، يا صغيري، كانت تجيد التعبير عن نفسها،  لكنها الآن لاتجد الكلمات لتكتب نصًا كان لابد أن يكون الأهم في حياتها،  ربما لأن رأسها الآن مليء بالقلق وبتفاصيل اليوم المتخم بالمتطلبات، أو بسبب اكتئاب مابعد الولادة الذي داهمها من كل صوب، أو ربما العلة في الدموع التي تملأ عيني الآن وتغلق نصف الشاشة!

Welcome baby Alexander

مقالات الكاتب

سنة الخروج من فخ المنتصف!

عيد ميلادي، سنة أخرى تركض لا إلى البداية ولا نحو النهاية، عام آخر يخرج من قبضة المنتصف، منتصف الثلاث...