تقرير جو حطاب عن عدن

أعجبني الفيديو الذي نشره جو حطاب عن عدن. وظهرت فيه أم المساكين كما نعرفها، لا هي منهاتن ولا سنغافورة.

عدن طول عمرها مش "فوتوجينيك".. مرة سألنا واحد من الأجانب مسئول واحدة من المنظمات ليش كل نشاطاتهم كانت بصنعاء فكان رده السطحي aden is hot and dusty.. يعنى عدن حامية وغبراء. وهذي وجهة نظر كثير من الأجانب اللي كانوا شغالين في اليمن بالمناسبة لأن فكرتهم عن عدن كانت سطحية بحكم المركزية القاتلة وقتها..

عدن تُعشَق بطول العشرة وبملامسة تفاصيلها وعادات ناسها، وهي أشياء تتغلغل بهدوء وتسكن الروح وتؤنسها، عدن ليست من النوع الذي يبهرك للوهلة الأولى.  عدن لها روح حلوة لا يعرفها محبو البهرجة وجيل الفلاتر والجمال النمطي، الذين ربما كان سيعجبهم أن  تظهر عدن في الفيديو مودرن وفيها مولات وكافيهات وحدائق وناس تأكل الزربيان بالشوكة والسكين وتشرب الشاي العدني على طريقة ماري انطوانيت. لكن هذه أمور ليست حقيقية ولن تجعل من تجربة شخص رحال غنية أو متميزة بأي حال.

بعد فترة من السفر تمل عينك من مشاهدة الأسمنت مهما بلغ جماله وإبهاره، وتبدأ في البحث عن البشر وعاداتهم وتفاصيلها ومأكولاتهم ومفضلاتهم. وكشخص صانع محتوى انت تضع ما تعتقد أنه فريد وجاذب لشريحة متلقيك.. لا ما يجب أن يمثله المكان أو تاريخه بالنسبة لأهله.
وحتى لا نحمل المدينة وزائرها أكثر من اللازم يجب أن نعترف أن المدينة منهكة وهي خريجة معارك وحروب وتهجين ديني وقبلي مستمر منذ سنوات، جعلها فعلا تتوقف بالزمن وتنتطفئ، انطفاء ثقافي وتنموي معنوي، وانطفاء كهربائي فعلي.

عدن حلوة وتنحب بكل حالاتها، لا تحب من أول نظرة يمكن، ربما لأنها من النوع اللي "حبة حبة يزداد محبة".

مقالات الكاتب

أصبحتُ أمًا!

قلتُ لصديقتي رنا عندما سألتني عن إحساسي بالأمومة بعد أيام عصيبة مرتْ علينا أنا وطفلي، بأنها "إحساس د...

سنة الخروج من فخ المنتصف!

عيد ميلادي، سنة أخرى تركض لا إلى البداية ولا نحو النهاية، عام آخر يخرج من قبضة المنتصف، منتصف الثلاث...